هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)سورة الانفال
وصف الله تعالى المؤمنين في هذه الآية بالخوف والوجل عند ذكره. وذلك لقوة إيمانهم ومراعاتهم لربهم، وكأنهم بين يديه. ونظير هذه الآية "وبشر المخبتين. الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم" [الحج: 34، 35]. وقال: "وتطمئن قلوبهم بذكر الله" [الرعد: 28]. فهذا يرجع إلى كمال المعرفة وثقة القلب. والوجل: الفزع من عذاب الله؛ فلا تناقض. وقد جمع الله بين المعنيين في قوله "الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله" [الزمر: 23]. أي تسكن نفوسهم من حيث اليقين إلى الله وإن كانوا يخافون الله. فهذه حالة العارفين بالله، الخائفين من سطوته وعقوبته؛
قوله تعالى: "زادتهم إيمانا" أي تصديقا. فإن إيمان هذه الساعة زيادة على إيمان أمس؛ فمن صدق ثانيا وثالثا فهو زيادة تصديق بالنسبة إلى ما تقدم. وقيل: هو زيادة انشراح الصدر بكثرة الآيات والأدلة؛
وعلى ربهم يتوكلون} أي لا يرجون سواه ولا يقصدون إلا إياه، ولا يلوذون إلا بجنابه، ولا يطلبون الحوائج إلا منه، ولا يرغبون إلا إليه، ويعلمون أنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه المتصرف في الملك وحده لا شريك له، ولا معقب لحكمه وهو سريع الحساب
وقوله: {الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون}، ينبه تعالى بذلك على أعمالهم بعدما ذكر اعتقادهم، وهذه الأعمال تشمل أنواع الخير كلها، وهو إقامة الصلاة وهو حق اللّه تعالى،
قال قتادة في قوله: {ومما رزقناهم ينفقون} فأنفقوا مما رزقكم اللّه، فإنما هذه الأموال عواري وودائع عندك يا ابن آدم أوشكت أن تفارقها
الآية: 4 {أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم}
قوله تعالى: "أولئك هم المؤمنون حقا" أي الذي استوى في الإيمان ظاهرهم وباطنهم. ودل هذا على أن لكل حق حقيقة؛
عن الحارث بن مالك الأنصاري: أنه مر برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال له: "كيف أصبحت يا حارث؟" قال: أصبحت مؤمناً حقاً، قال: "انظر ما تقول فإن لكل شيء حقيقة فما حقيقة إيمانك؟" فقال: عزفتْ نفسي عن الدنيا، فأسهرتُ ليلي، وأظمأتُ نهاري، وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزاً، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون (يتضاغون: أي يرفعون أصواتهم بالصراخ والعويل) فيها، فقال: "يا حارث عرفت فالزم" ثلاثاً (أخرجه الحافظ الطبراني عن الحارث بن مالك الأنصاري)
{لهم درجات عند ربهم} أي منازل ومقامات ودرجات في الجنات، {ومغفرة} أي يغفر لهم السيئات ويشكر لهم الحسنات،
جاء في الصحيحين أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "إن أهل عليين ليراهم من أسفل منهم كما ترون الكوكب الغائر في أفق من آفاق السماء" قالوا: يا رسول اللّه تلك منازل الأنبياء لا ينالها غيرهم؟ فقال: "بلى، والذي نفسي بيده رجال آمنوا باللّه وصدقوا المرسلين"،
عن الحارث بن مالك الأنصاري: أنه مر برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال له: "كيف أصبحت يا حارث؟" قال: أصبحت مؤمناً حقاً، قال: "انظر ما تقول فإن لكل شيء حقيقة فما حقيقة إيمانك؟" فقال: عزفتْ نفسي عن الدنيا، فأسهرتُ ليلي، وأظمأتُ نهاري، وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزاً، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون (يتضاغون: أي يرفعون أصواتهم بالصراخ والعويل) فيها، فقال: "يا حارث عرفت فالزم" ثلاثاً (أخرجه الحافظ الطبراني عن الحارث بن مالك الأنصاري)
{لهم درجات عند ربهم} أي منازل ومقامات ودرجات في الجنات، {ومغفرة} أي يغفر لهم السيئات ويشكر لهم الحسنات،
جاء في الصحيحين أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "إن أهل عليين ليراهم من أسفل منهم كما ترون الكوكب الغائر في أفق من آفاق السماء" قالوا: يا رسول اللّه تلك منازل الأنبياء لا ينالها غيرهم؟ فقال: "بلى، والذي نفسي بيده رجال آمنوا باللّه وصدقوا المرسلين"،
" ورزق كريم "
وهو ما أعد الله لهم في دار كرامته ، مما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر . ودل هذا ، على أن من لم يصل إلى درجتهم في الإيمان ـ وإن دخل الجنة ـ فلن ينال ما نالوا ، من كرامة الله التامة .
-----
المصادر
-----
تفسير القرطبي
تفسير بن كثير
تفسير السعدي
المصادر
-----
تفسير القرطبي
تفسير بن كثير
تفسير السعدي
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home