الفول السوداني
ينفرد نبات الفول السودانى بين النباتات بإنتاج أزهاره فوق سطح التربة ثم دفنه للجنين بعد الإخصاب أسفلها ليكتمل نموه لتتكون القرون والتى يحتوى القرن منها على عدد من البذور قد يصل إلى خمسة بذور. والفول السودانى من الأغذية عالية الطاقة حيث تحتوى البذور على 12-36% من وزنها بروتين 36-54% زيت كما أن زيته من أجود أنواع الزيوت الغير مشبعة وأهمها الأوليك Oleic واللانوليك Linoleic.
أما الكربوهيدرات فتتراوح من 12-20% إضافة إلى أنه مصدر جيد للفيتامينات K, E ومجموعة فيتامين B بما فيها فيتامينات B 1 (thiamin), B 2 (ribofalin) , B 3 (niacin) ومنها أملاح حامض الفوليك (Folate) ذات الأهمية المتعددة فى التمثيل الغذائى والتى منها خفض تركيز الحامض الأمينى Homocysteine فى الدم للتقليل من مخاطر تعرض القلب للأمراض. أن وجود فيتامين E فى الفول السودانى يؤكد انه يحتوى على مضاد أكسدة قوى يحافظ على الشرايين التاجية. ويحتوى الفول السودانى على 7 معادن هامة هى النحاس ، الفسفور ، الماغنسيوم ، الحديد ، البوتاسيوم ، الزنك ، والكالسيوم والتى لها تأثير وقائى لانسداد الشريان التاجى ويعتبر الفول السودانى مصدر ممتاز للدهون الاحادية الغير مشبعة والتى تعمل على خفض الكليسترول فى الدم فالفول السودانى خالى من الكليسترول.
وقد أشارت الدراسات أن مداومة التغذية على زبدة الفول السودانى بمعدل خمسة مرات أسبوعياً يساعد على خفض معدل الإصابة بالسكرى فى البالغين من النوع DM-2 بنسبة 80% مقارنة بمن لا يداومون على اتباع هذا النظام فى التغذية. كما يحتوى الفول السودانى على الحامض الأمينى أرجينين Arginine الذى يعمل على رفع تركيز أكسيد النيتريك Nitric Oxide لدفع الجسم لتكوين خلايا المكروفاج Macrophages التى تهاجم البكتيريا Mycobacterium tuberculosis المسببة للدرن وبالرغم من وجود مصادر أخرى لهذا الحامض الأمينى Arginine إلا أن مصدره الطبيعى فى الفول السودانى يشجع على اللجوء إلى هذا المصدر الرخيص المتوافر لمحاربة مرض الدرن.
إضافة إلى ذلك فإن الفول السودانى يحتوى على استيرولات نباتية Phytosterols مضادة للسرطان من أهمها البيتاسيتوستيرول Beta sitosterol (SIT) وبنسبة 135 ميلليجرام/100 جرام زبدة فول سودانى وهذه تعمل على تثبيط نمو سرطانات القولون والبروستاتا والثدى كما أنها تحمى القلب من أمراضه.
وقد أثبت الباحثون فى علوم التغذية أن أكل الفول السودانى أو زبدته يومياً يساعد على فقد الوزن والمحافظة على ثباته لمدة طويلة قد تزيد عن العام والنصف مقارنة بمن يتبعون نظام غذائى تقل فيه نسبة الدهون. ومن ناحية أخرى فقد أثبتت الدراسات العلمية أن أكل الفول السودانى المحمص أو زبدته يعمل على كبح الجوع ودون حدوث زيادة فى الطاقة الكلية للجسم.
ومع هذه الفوائد العديدة للفول السودانى فانهيجب الحيطة والحرص عند اكل الحبوب المحمصة حيث من الضرورى التأكد من نظافتها وخلوها من التلون الداخى للحبة لان ذلك ليس إلا اصابات مرضية بفطريات منتجة للسموم الفطرية الفتاكة.
ومن ناحية اخرة فقد سجلت حالات حساسية فى الأطفال الذين يخشون أكل الفول السودانى أومنتجاته استدعت التدخل السريع باستخدام الأدرينالين ومن أهم أعراض هذا النوع من الحساسية الخوف أو الرغبة فى العنف - حدوث تورد الوجة أو طفح جلدى أو انتفاخ أو حكة فى الشفاة والفم والأعين واللسان - ضيق فى الصدر والحلق والفم وحدوث تزييق أو كحة - سيل اللعاب أو رشح أو تغيير فى الصوت أو قىء - حدوث غثيان أو إسهال أو آلام فى المعدة أو- دوخة وعدم ثبات أو حدوث اجهاد مفاجئ أو سرعة فى ضربات القلب أو رعشة أو شحوب أو فقد الوعى أو غيبوبة قد وتنتهى بالموت. لذلك يجب عند تغذية الأطفال على الفول السودانى أو زبدته الحذر فى البداية وعند التأكد من عدم حدوث حساسية لهم يمكن التعامل معه بأمان.
ومع هذا فإن التقارير العالمية تشير إلى أن مستقبل الفول السودانى فى هذا القرن سيجعله يتربع على عرش المحاصيل حيث يمكن الاعتماد عليه كلياً كغذاء كامل لجميع الاعمار دون مشاكل خاصة فى الدول الفقيرة التى تعانى من مشاكل نقص الغذاء.
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home