أية جمعت الأمر بالخير كله ونهت عن الشر كله
إن آيةً في كتاب ربنا - جل وعلا - عظيمةُ المعاني،
جمعت مكارمَ الأخلاق
ومحاسِن الأعمال،
والتحذير من مساوئها ، تستوجِبُ منا الوقوفَ عندها،
والاتعاظَ بتوجيهاتها، والعملَ بمدلولاتها،
لتكون لنا نبراسًا لنا في
حياتنا ومنهجًا سلوكيا نتبعه
لنسير في إراداتنا وتوجُّهاتنا وتحرُّكاتنا
وتصرُّفاتنا وفق أحكامها،
وعلى ضوء مبادئها وقواعدها ومقاصدها.
إنها قول الله - جل وعلا -:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى
وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
[النحل:
90].
☼ ☼ ☼
آيةٌ تضمَّنت قواعد عُظمى، ومبادئ كبرى تحصُل بها المصالحُ العُليا،
ويتحقَّقُ بالعمل بها السعادةُ الكبرى،
قال عنها ابن مسعود - رضي الله عنه -:
"أجمعُ آيةٍ في القرآن للخير والنهي عن الشر هذه الآية".
ويقول الحسن: "لم تترك هذه الآيةُ خيرًا إلا أمَرَت به، ولا شرًّا إلا ونهَت عنه".
ويقول قتادة:
"ليس من خُلُقٍ حسنٍ يُعمَلُ به ويُستحبُّ إلا أمرَ الله به في هذه الآية،
وليس من خُلُقٍ سيءٍ إلا نهى الله عنه في هذه الآية".
إنها من جوامع الكلِم الربَّاني
الذي خُصَّ به النبي - صلى الله عليه وسلم -،
كما قاله الحافظ ابن رجب - رحمه الله))
لما سمعها أكثم بن صيفي رحمه الله قال: إني قد أراه يأمر بمكارم الأخلاق،
وينهى عن ملائمها، فكونوا في هذا الأمر رءوسا، ولا تكونوا فيه أذنابا
وكانت
سبباً في إسلام عثمان بن مظعون رضي الله عنه لما سمعها
فرأى أنها جامعة
لخصال الخير والشر ،
ورأى أن ديناً يأتي بهذا جدير أن يتبع تلك
هي قوله
تعالى : ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى
وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) سورة النحل آية90
وعن الحسن البصري قال: (إن الله عز وجل جمع لكم الخير كله والشر كله في آية واحدة،
فوالله ما ترك العدل والإحسان من طاعة الله
شيئاً إلا جمعه،
ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغي من معصية الله شيئاً إلا
جمعه )،
رواه البيهقي في "شعب الإيمان".
معاني المفردات
العدل
العدل) في اللغة: الإنصاف،
يقال: عدل الشيءَ عدلاً: أقامه وسوَّاه،
وعادل بين الشيئين: وازن،
فالعدل في اللغة: هو " التوسط بين الإفراط والتفريط ".
وأصله التوسط بين الإفراط والتفريط؛ فمن جانب الإفراط والتفريط فقد عدل. وهو في الشرع: القضاء بالحق، وإعطاء كل ذي حق حقه.
قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله:
والعدل إعطاء كل ذي حق حقه وتنزيل كل ذي منزلة منزلته، ولا يتم ذلك إلا بمعرفة الحقوق حتى تعطى أهلها. أهـ من كتاب حقوق دعت إليها الفطرة وأقرتها الشريعة.
وقال الشيخ أبو بكر الجزائري: (العدل: لفظ واسع الإطلاق؛ إذ يفسر بمعان كثيرة، هي دائرة على التوسط بين شيئين بحيث لا يميل إلى أحدهما إفراطا في جانب أو تفريطا في آخر. وهو في كل مقام بحسبه،
ففي مقام العقيدة: العدل وسط بين الشرك والإلحاد،
وفي مقام الحكم: وسط بين المحاباة والإجحاف،
وفي مقام الإنفاق: العدل وسط بين التقتير والإسراف. )أهـ من مجلة الجامعة الإسلامية من مقالة في تفسير هذه الآية
قال ابن العربي رحمه الله :
" قوله تعالى : " بالعدل " : وحقيقته التوسط بين طرفي النقيض ، وضده الجور ; وذلك أن الباري خلق العالم مختلفا متضادا متقابلا مزدوجا ، وجعل العدل في اطراد الأمور بين ذلك على أن يكون الأمر جاريا فيه على الوسط في كل معنى ، فالعدل بين العبد وربه إيثار حق الله على حظ نفسه ، وتقديم رضاه على هواه ، والاجتناب للزواجر ، والامتثال للأوامر .
وأما العدل بينه وبين نفسه فمنعها عما فيه هلاكها ، كما قال تعالى : { ونهى النفس عن الهوى } وعزوب الأطماع عن الاتباع ، ولزوم القناعة في كل حال ، ومعنى .
وأما العدل بينه وبين الخلق ففي بذل النصيحة ، وترك الخيانة فيما قل وكثر ، والإنصاف من نفسك لهم بكل وجه ، ولا يكون منك إلى أحد مساءة بقول ولا فعل ، لا في سر ولا في علن ، حتى بالهم والعزم ، والصبر على ما يصيبك منهم من البلوى ، وأقل ذلك الإنصاف من نفسك وترك الأذى .أهـ من كتاب أحكام القرآن لابن العربي
محمد بن عبد الله الأندلسي (ابن العربي)3/155
دار الكتب العلمية
الإحسان
لغة: فعل ما هوحسن ، مع الإجادة فى الصنع
قال ابن العربي رحمه الله
الإحسان: مصدر أحسن يحسن إحسانا؛ العمل أتقنه وجوَّده؛ ويطلق على معان منها؛ الفضل، والإخلاص، والزيادة في الخير. فيقال أحسن فلان في عمله أو قوله إذا أتقنه وأبعده عن النقص والفساد، كما يقال أحسن فلان إلى فلان أو به، إذا عامله بالحُسن ضد القبح والإساءة.
الإحسان : وهو في العلم والعمل : فأما في العلم فبأن تعرف حدوث نفسك ونقصها ، ووجوب الأولية لخالقها وكماله . وأما الإحسان في العمل فالحسن ما أمر الله به ، حتى إن الطائر في سجنك ، والسنور في دارك ، لا ينبغي أن تقصر في تعهده ، فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم { أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها لا هي سقتها ولا أطعمتها ولا أرسلتها تأكل من خشاش الأرض } .
ويقال : الإحسان ألا تترك لأحد حقا ، ولا تستوفي ما لك .
وقد { قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم : ما الإحسان ؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك } . أحكام القرآن لابن العربي
محمد بن عبد الله الأندلسي (ابن العربي)3/155 دار الكتب العلمية
قال العلامة محمد أمين الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان:
اعلم أن العدل في اللغة: القسط والإنصاف، وعدم الجور. وأصله التوسط بين المرتبتين. أي الإفراط والتفريط. فمن جانب الإفراط والتفريط فقد عدل. والإحسان مصدر أحسن، وهي تستعمل متعدية بالحرف نحو: أحسن إلى والديك. ومنه قول تعالى عن يوسف: {وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ}. وتستعمل متعدية بنفسها. كقولك: أحسن العامل عمله، أي أجاده وجاء به حسنًا. والله جل وعلا يأمر بالإحسان بمعنييه المذكورين، فهما داخلان في الآية الكريمة، لأن الإحسان إلى عباد الله لوجه الله عمل أحسن فيه صاحبه. وقد فسر النَّبي صلى الله عليه وسلم الإحسان في حديث جبريل بقوله: "أن تعبد الله كأنك تراه. فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
إيتاء ذي القربى
قال ابن العربي رحمه الله :
إيتاء ذي القربى : والأمر الثالث من أوامر الله تعالى في الآية الكريمة هو إيتاء ذي القربى والمراد منه - على الظاهر - إيتاء الأرحام حقوقهم من المال وصلة رحمهم أهـ
(يأمر اللّه في هذه الآية بإيتاء ذي القربى أي بصلة الأرحام والأقارب، بالزيارة والمودة والعطاء والتّصدق عليهم، كما قال تعالى: وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ [الإسراء 17/ 26]، وقد خصّه بالذّكر مع أنه داخل في الإحسان للاهتمام به والعناية بشأنه. )من التفسير المنير للشيخ وهبة الزحيلي
معنى الفحشاء والمنكر والبغي:
الفحش والفحشاء لغة: ما عظم قبحه من الأفعال والأقوال والأصل في معناه الخروج عن الحد فيما لا ينبغي فعله وقوله ، فيقال : غبن فاحش أي خارج عن حد التحمل والصبر والسكوت .
وهي في الشرع: كل ذنب عظيم استفحشه الشرع، كالإشراك بالله، والقتل، والزنا، ونحو ذلك.
والمنكر: هو ما ينكره العقل والشرع من الأفعال والأقوال من جهة ، وما ينكره الناس في مجتمعهم من الأعمال التي تكون متروكة عندهم لقبحها وإثمها كالمواقعة أو كشف العورة في مشهد من الناس وما شاكل ذلك من المنكرات غير المألوفة من جهة ثانية
وهو في الشرع: ما أنكره الشرع ونهى عنه، وتوعد فاعله العقاب.
قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رجمه الله:
والفحشاء في لغة العرب: الخصلة المتناهية في القبح. ومنه قيل لشديد البخل: فاحش.
والمنكر اسم مفعول أنكر. وهو في الشرع: ما أنكره الشرع ونهى عنه، وأوعد فاعله العقاب.
والبغي: الظلم. أهـ
والبغي الأصل في معناه: الطلب للشيء ولكن كثر استعماله في طلب حق الغير بالتعدي عليه فيفيد معنى الاستعلاء والاستكبار على الغير ظلما وعدوانا وعتوا كبغي الملوك والرؤساء ومؤامراتهم على الشعوب المستضعفة.
وهو في الشرع: تجاوز حدود الشرع أمراً ونهياً.
و(الوعظ): الوصية والنصيحة بالخير، من يَعِظُ وعظاً وعِظَة: إذا نصحه وذكَّره بالعواقب، وأمره بالطاعة، ووصَّاه بها. وهو في الشرع: الترغيب بما رغَّب الشرع به، والترهيب مما رهَّب الشرع منه .
قال ابن العربي رحمه الله :
قوله تعالى : { وإيتاء ذي القربى } : يعني : في صلة الرحم ، وإيفاء الحقوق ; كما قال ابن عباس : العدل أداء الفرائض . وكذلك يلزم إيتاء حقوق الخلق إليهم .
وإنما خص ذوي القربى ; لأن حقوقهم أوكد ، وصلتهم أوجب ، لتأكيد حق الرحم التي اشتق الله اسمها من اسمه ، وجعل صلتها من صلته .
الفحشاء : وذلك كل قبيح ، من قول أو فعل ، وغايته الزنا ; والمنكر ما أنكره الشرع بالنهي عنه ; والبغي هو الكبر والظلم والحسد والتعدي ، وحقيقته تجاوز الحد ، من بغى الجرح .
ومعنى تذكرون: تتعظون يقال ذكره إذا وعظه ، والأصل تذكيره بما فرط فيه من الواجبات، وبما ارتكبه من المنهيات، مبيّنا له عواقب ذلك، حتى يذكر فإذا ذكر عزم على التوبة، وهو معنى اتعظ، يقال وعظه فاتعظ، أي أثر فيه تذكيره حتى عزم على التوبة وتاب
العدل
العدل) في اللغة: الإنصاف،
يقال: عدل الشيءَ عدلاً: أقامه وسوَّاه،
وعادل بين الشيئين: وازن،
فالعدل في اللغة: هو " التوسط بين الإفراط والتفريط ".
وأصله التوسط بين الإفراط والتفريط؛ فمن جانب الإفراط والتفريط فقد عدل. وهو في الشرع: القضاء بالحق، وإعطاء كل ذي حق حقه.
قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله:
والعدل إعطاء كل ذي حق حقه وتنزيل كل ذي منزلة منزلته، ولا يتم ذلك إلا بمعرفة الحقوق حتى تعطى أهلها. أهـ من كتاب حقوق دعت إليها الفطرة وأقرتها الشريعة.
وقال الشيخ أبو بكر الجزائري: (العدل: لفظ واسع الإطلاق؛ إذ يفسر بمعان كثيرة، هي دائرة على التوسط بين شيئين بحيث لا يميل إلى أحدهما إفراطا في جانب أو تفريطا في آخر. وهو في كل مقام بحسبه،
ففي مقام العقيدة: العدل وسط بين الشرك والإلحاد،
وفي مقام الحكم: وسط بين المحاباة والإجحاف،
وفي مقام الإنفاق: العدل وسط بين التقتير والإسراف. )أهـ من مجلة الجامعة الإسلامية من مقالة في تفسير هذه الآية
قال ابن العربي رحمه الله :
" قوله تعالى : " بالعدل " : وحقيقته التوسط بين طرفي النقيض ، وضده الجور ; وذلك أن الباري خلق العالم مختلفا متضادا متقابلا مزدوجا ، وجعل العدل في اطراد الأمور بين ذلك على أن يكون الأمر جاريا فيه على الوسط في كل معنى ، فالعدل بين العبد وربه إيثار حق الله على حظ نفسه ، وتقديم رضاه على هواه ، والاجتناب للزواجر ، والامتثال للأوامر .
وأما العدل بينه وبين نفسه فمنعها عما فيه هلاكها ، كما قال تعالى : { ونهى النفس عن الهوى } وعزوب الأطماع عن الاتباع ، ولزوم القناعة في كل حال ، ومعنى .
وأما العدل بينه وبين الخلق ففي بذل النصيحة ، وترك الخيانة فيما قل وكثر ، والإنصاف من نفسك لهم بكل وجه ، ولا يكون منك إلى أحد مساءة بقول ولا فعل ، لا في سر ولا في علن ، حتى بالهم والعزم ، والصبر على ما يصيبك منهم من البلوى ، وأقل ذلك الإنصاف من نفسك وترك الأذى .أهـ من كتاب أحكام القرآن لابن العربي
محمد بن عبد الله الأندلسي (ابن العربي)3/155
دار الكتب العلمية
الإحسان
لغة: فعل ما هوحسن ، مع الإجادة فى الصنع
قال ابن العربي رحمه الله
الإحسان: مصدر أحسن يحسن إحسانا؛ العمل أتقنه وجوَّده؛ ويطلق على معان منها؛ الفضل، والإخلاص، والزيادة في الخير. فيقال أحسن فلان في عمله أو قوله إذا أتقنه وأبعده عن النقص والفساد، كما يقال أحسن فلان إلى فلان أو به، إذا عامله بالحُسن ضد القبح والإساءة.
الإحسان : وهو في العلم والعمل : فأما في العلم فبأن تعرف حدوث نفسك ونقصها ، ووجوب الأولية لخالقها وكماله . وأما الإحسان في العمل فالحسن ما أمر الله به ، حتى إن الطائر في سجنك ، والسنور في دارك ، لا ينبغي أن تقصر في تعهده ، فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم { أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها لا هي سقتها ولا أطعمتها ولا أرسلتها تأكل من خشاش الأرض } .
ويقال : الإحسان ألا تترك لأحد حقا ، ولا تستوفي ما لك .
وقد { قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم : ما الإحسان ؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك } . أحكام القرآن لابن العربي
محمد بن عبد الله الأندلسي (ابن العربي)3/155 دار الكتب العلمية
قال العلامة محمد أمين الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان:
اعلم أن العدل في اللغة: القسط والإنصاف، وعدم الجور. وأصله التوسط بين المرتبتين. أي الإفراط والتفريط. فمن جانب الإفراط والتفريط فقد عدل. والإحسان مصدر أحسن، وهي تستعمل متعدية بالحرف نحو: أحسن إلى والديك. ومنه قول تعالى عن يوسف: {وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ}. وتستعمل متعدية بنفسها. كقولك: أحسن العامل عمله، أي أجاده وجاء به حسنًا. والله جل وعلا يأمر بالإحسان بمعنييه المذكورين، فهما داخلان في الآية الكريمة، لأن الإحسان إلى عباد الله لوجه الله عمل أحسن فيه صاحبه. وقد فسر النَّبي صلى الله عليه وسلم الإحسان في حديث جبريل بقوله: "أن تعبد الله كأنك تراه. فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
إيتاء ذي القربى
قال ابن العربي رحمه الله :
إيتاء ذي القربى : والأمر الثالث من أوامر الله تعالى في الآية الكريمة هو إيتاء ذي القربى والمراد منه - على الظاهر - إيتاء الأرحام حقوقهم من المال وصلة رحمهم أهـ
(يأمر اللّه في هذه الآية بإيتاء ذي القربى أي بصلة الأرحام والأقارب، بالزيارة والمودة والعطاء والتّصدق عليهم، كما قال تعالى: وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ [الإسراء 17/ 26]، وقد خصّه بالذّكر مع أنه داخل في الإحسان للاهتمام به والعناية بشأنه. )من التفسير المنير للشيخ وهبة الزحيلي
معنى الفحشاء والمنكر والبغي:
الفحش والفحشاء لغة: ما عظم قبحه من الأفعال والأقوال والأصل في معناه الخروج عن الحد فيما لا ينبغي فعله وقوله ، فيقال : غبن فاحش أي خارج عن حد التحمل والصبر والسكوت .
وهي في الشرع: كل ذنب عظيم استفحشه الشرع، كالإشراك بالله، والقتل، والزنا، ونحو ذلك.
والمنكر: هو ما ينكره العقل والشرع من الأفعال والأقوال من جهة ، وما ينكره الناس في مجتمعهم من الأعمال التي تكون متروكة عندهم لقبحها وإثمها كالمواقعة أو كشف العورة في مشهد من الناس وما شاكل ذلك من المنكرات غير المألوفة من جهة ثانية
وهو في الشرع: ما أنكره الشرع ونهى عنه، وتوعد فاعله العقاب.
قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رجمه الله:
والفحشاء في لغة العرب: الخصلة المتناهية في القبح. ومنه قيل لشديد البخل: فاحش.
والمنكر اسم مفعول أنكر. وهو في الشرع: ما أنكره الشرع ونهى عنه، وأوعد فاعله العقاب.
والبغي: الظلم. أهـ
والبغي الأصل في معناه: الطلب للشيء ولكن كثر استعماله في طلب حق الغير بالتعدي عليه فيفيد معنى الاستعلاء والاستكبار على الغير ظلما وعدوانا وعتوا كبغي الملوك والرؤساء ومؤامراتهم على الشعوب المستضعفة.
وهو في الشرع: تجاوز حدود الشرع أمراً ونهياً.
و(الوعظ): الوصية والنصيحة بالخير، من يَعِظُ وعظاً وعِظَة: إذا نصحه وذكَّره بالعواقب، وأمره بالطاعة، ووصَّاه بها. وهو في الشرع: الترغيب بما رغَّب الشرع به، والترهيب مما رهَّب الشرع منه .
قال ابن العربي رحمه الله :
قوله تعالى : { وإيتاء ذي القربى } : يعني : في صلة الرحم ، وإيفاء الحقوق ; كما قال ابن عباس : العدل أداء الفرائض . وكذلك يلزم إيتاء حقوق الخلق إليهم .
وإنما خص ذوي القربى ; لأن حقوقهم أوكد ، وصلتهم أوجب ، لتأكيد حق الرحم التي اشتق الله اسمها من اسمه ، وجعل صلتها من صلته .
الفحشاء : وذلك كل قبيح ، من قول أو فعل ، وغايته الزنا ; والمنكر ما أنكره الشرع بالنهي عنه ; والبغي هو الكبر والظلم والحسد والتعدي ، وحقيقته تجاوز الحد ، من بغى الجرح .
ومعنى تذكرون: تتعظون يقال ذكره إذا وعظه ، والأصل تذكيره بما فرط فيه من الواجبات، وبما ارتكبه من المنهيات، مبيّنا له عواقب ذلك، حتى يذكر فإذا ذكر عزم على التوبة، وهو معنى اتعظ، يقال وعظه فاتعظ، أي أثر فيه تذكيره حتى عزم على التوبة وتاب
ملتقى أهل الحديث
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home