آيـــــــــــــات للتدبر

القول فـي تأويـل قوله تعالى:
في تفسير الطبري للقرآن الكريم
{فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ السّمَآءِ بِمَاءٍ
مّنْهَمِرٍ *
وَفَجّرْنَا الأرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى المَآءُ عَلَىَ
أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ }.
يقول تعالى ذكره: فَفَتَحْنا لما دعانا نوح مستغيثا بنا
يقول تعالى ذكره: فَفَتَحْنا لما دعانا نوح مستغيثا بنا
على قومه أبْوَابَ السّماءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ
وهو المندفق,
كما قال امرؤ القيس في صفة غيث:
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
25325ـ حدثنا ابن حُمَيد, قال: حدثنا مهران,
25325ـ حدثنا ابن حُمَيد, قال: حدثنا مهران,
عن سفيان بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ قال: ينصبّ انصبابا.
وقوله: وَفَجّرْنا الأرْضَ عُيُونا
يقول جلّ ثناؤه: وأسلنا الأرض عيون الماء.
وقوله: وَفَجّرْنا الأرْضَ عُيُونا
يقول جلّ ثناؤه: وأسلنا الأرض عيون الماء.
كما: 25326ـ
حدثنا ابن حُمَيد, قال: حدثنا مهران, عن سفيان,
في قوله: وَفَجّرْنا
الأرْضَ عُيُونا
قال: فجّرنا الأرض الماءَ وجاء من السماء.
فالْتَقَى المَاءُ على أمْرٍ قَدْ قُدرْ
يقول تعالى ذكره: فالتقى ماء السماء وماء الأرض
على أمر قد قدره الله وقضاه,
قال: فجّرنا الأرض الماءَ وجاء من السماء.
فالْتَقَى المَاءُ على أمْرٍ قَدْ قُدرْ
يقول تعالى ذكره: فالتقى ماء السماء وماء الأرض
على أمر قد قدره الله وقضاه,
وإنما قيل: فالتقى الماء
على أمر قد قدر,
والالتقاء لا يكون من واحد,
والالتقاء لا يكون من واحد,
وإنما يكون من اثنين فصاعدا,
لأن الماء قد يكون جمعا وواحدا,
وأريد به في هذا الموضع: مياه السماء ومياه الأرض,
وأريد به في هذا الموضع: مياه السماء ومياه الأرض,
فخرج بلفظ الواحد ومعناه الجمع.
وقيل: التقى الماء على أمر
قد قُدر,
لأن ذلك كان أمرا قد قضاه الله في اللوح المحفوظ
----------
تفسير القرآن
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
القول في تأويل
قوله تعالى في سورة الانبياء :
أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون
وأما القول الذي دلت عليه القرينة القرآنية
فهو أن معنى ننقصها من أطرافها أي : ننقص أرض الكفر ودار الحرب ،
فهو أن معنى ننقصها من أطرافها أي : ننقص أرض الكفر ودار الحرب ،
ونحذف أطرافها بتسليط المسلمين عليها وإظهارهم على أهلها ، وردها دار إسلام .
والقرينة الدالة على هذا المعنى هي قوله بعده : أفهم الغالبون [ 21 \ 44 ]
والاستفهام لإنكار غلبتهم . وقيل : لتقريرهم بأنهم مغلوبون لا غالبون ،
فقوله : أفهم الغالبون
دليل على أن نقص الأرض من أطرافها
سبب لغلبة المسلمين للكفار
دليل على أن نقص الأرض من أطرافها
سبب لغلبة المسلمين للكفار
في العلم الحديث
إنقاص الأرض من
أطرافها
بمعني طغيان مياه البحار والمحيطات علي اليابسة
وإنقاصها من أطرافها:
فمن الثابت علميا أن الأرض قد بدأت منذ القدم بمحيط غامر،
ثم بتحرك ألواح الغلاف الصخري الابتدائي للأرض
وبدأت جزر بركانية عديدة في التكون في قلب هذا المحيط الغامر،
بمعني طغيان مياه البحار والمحيطات علي اليابسة
وإنقاصها من أطرافها:
فمن الثابت علميا أن الأرض قد بدأت منذ القدم بمحيط غامر،
ثم بتحرك ألواح الغلاف الصخري الابتدائي للأرض
وبدأت جزر بركانية عديدة في التكون في قلب هذا المحيط الغامر،
وبتصادم تلك الجزر تكونت القارة الأم
التي تفتت بعد ذلك إلى العدد الراهن من القارات،
وتبادل الأدوار بين
اليابسة والماء هو سنة أرضية
تعرف باسم دورة التبادل بين المحيطات
والقارات.
كل هذه الأدلة العلمية على معاني إنقاص الأرض من أطرافها
كل هذه الأدلة العلمية على معاني إنقاص الأرض من أطرافها
قد سبق القران الكريم العلم الحديث في الإشارة إليها،
وهو تأكيد معجز على
نبوة سيدنا أبا القاسم
صلي الله عليه وسلم.
------
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي
قال الحق سبحانه:
{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْبَحْرَ } [يونس: 90]
لأن الاجتياز لم يكن بأسباب بشرية،
بل بفعل يخرج من أسباب البشر،
فلو أن موسى عليه السلام قد حفر نفقاً تحت الماء،
أو لو كان قد ركب سفناً هو وقومه لكان لهم مشاركة في اجتياز البحر،
لكن المجاوزة كانت بأسباب غير ملوحظة بالنسبة للبشر، فالحق سبحانه هو الذي أوحى لموسى:
{ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ }
[الشعراء: 63].
ومياه البحر كأية مياه أخرى تخضع لقانون السيولة، والاستطراق هو وسيلة السيولة، وهي عكس التجمد الذي يتسم بالتحيز.
والاستطراق هو الذي قامت عليه أساليب نقل المياه من صهاريج المياه التي تكون في الأغلب أعلى من طول أي منزل، ويتم ضخ المياه إليها؛ لتتوزع من بعد ذلك حسب نظرية الأواني المستطرقة على المنازل، أما إذا كانت هناك بناية أعلى طولاً من الصهريج، هنا يقوم سكان المبنى بتركيب مضخة لرفع المياه إلى الأدوار العالية.
وإذا كان قانون البحر هو السيولة والاستطراق، فكيف يتم قطع هذا الاستطراق؟
يقول الحق سبحانه:
{ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ }
[الشعراء: 63].
فكيف تحول الماء إلى جبال يفصل بينها سراديب
وطرق يسير فيها موسى عليه السلام وقومه؟
كيف يسير موسى وقومه مطمئنين؟
لا بد أنها معية الله سبحانه التي تحميه،
وهي تفسير لقول الحق سبحانه:
{ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }
[الشعراء: 62].
ورغم ذلك يتبعهم فرعون وجنوده لعله يدركهم، وأراد سيدنا موسى ـ عليه السلام ـ بمجرد نجاحه في العبور هو وقومه أن يضرب البحر بعصاه؛ ليعود إلى قانون السيولة، ولو فعل ذلك لما سمح لفرعون وجنوده أن يسيروا في الممرات التي بين المياه التي تحولت إلى جبال، ولكن الله ـ سبحانه وتعالى ـ يريد غير ذلك، فقد أراد الحق سبحانه أن ينجي ويهلك بالشيء الواحد، فأوحى لموسى عليه السلام:
{ وَٱتْرُكِ ٱلْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ }
[الدخان: 24].
أي: اترك البحر على حاله؛ فينخدع فرعون وجنوده، وما إن ينزل آخر جندي منهم إلى الممر بين جبال الماء؛ سيعود البحر إلى حالة السيولة فيغرق فرعون وجنوده، وينجو موسى وقومه.
ويقول الحق سبحانه:
{ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ } [يونس: 90].
فهل كان هذا الإتباع دليل إرادة الشر؟
أكان من الممكن أن تكون نية الفرعون أن يدعو موسى وقومه إلى العودة إلى مصر ليستقروا فيها؟
لا، لم تكن هذه نية الفرعون؛ لذلك قال الحق سبحانه عن هذا الإتباع:
{ بَغْياً وَعَدْواً } [يونس: 90].
أي: أنه اتباع رغبة في الانتقام والإذلال والعدوان.
ويصور القرآن الكريم لحظة غرق فرعون بقوله:
{ حَتَّىٰ إِذَآ أَدْرَكَهُ ٱلْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ } [يونس: 90].
والإدراك: قصد للمدرك أن يلحق بالشيء،
والغرق معنى، فكيف يتحول المعنى إلى شيء يلاحق الفرعون؟
نعم، فكأن الغرق جندي من الجنود، وله عقل ينفعل؛ فيجري إلى الأحداث:
{ حَتَّىٰ إِذَآ أَدْرَكَهُ ٱلْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لاۤ إِلِـٰهَ إِلاَّ ٱلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنوۤاْ إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } [يونس: 90].
والإيمان إذا أطلق فهو الإيمان بالقوة العليا،
بدليل أن الحق سبحانه وتعالى قد قال:
{ قَالَتِ ٱلأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَـٰكِن قُولُوۤاْ أَسْلَمْنَا }
[الحجرات: 14].
لأن الإيمان يتطلب انقياد القلب، والإسلام يقتضي اتباع أركان الإسلام،
فالإيمان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قل آمنت بالله ثم استقم ".
وفي هذا القول ذكر محدد بأن الإيمان إنما يكون لله الأعلى.
لكن لو قلت ـ مثلاً: " آمنت أنك رجل طيب " فهذا إيمان له متعلق،
أما إذا ذُكِر الإيمان بإطلاق فهو ينصرف إلى الإيمان بالله تعالى؛
ولذلك قال الله سبحانه للأعراب:
{ وَلَـٰكِن قُولُوۤاْ أَسْلَمْنَا }
[الحجرات: 14].
وهنا يأتي القول على لسان فرعون:
{ آمَنتُ أَنَّهُ لاۤ إِلِـٰهَ إِلاَّ ٱلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنوۤاْ إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ }
[يونس: 90].
والخلاف هنا كان بين الفرعون كجهة كفر،
وبين موسى وهارون وقومهما كجهة إيمان، وأعلن فرعون إيمانه،
وقال أيضاً:
{ وَأَنَاْ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } [يونس: 90].
ولم يقبل الله ذلك منه بدليل قوله الحق سبحانه:
{ آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ }
{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْبَحْرَ } [يونس: 90]
لأن الاجتياز لم يكن بأسباب بشرية،
بل بفعل يخرج من أسباب البشر،
فلو أن موسى عليه السلام قد حفر نفقاً تحت الماء،
أو لو كان قد ركب سفناً هو وقومه لكان لهم مشاركة في اجتياز البحر،
لكن المجاوزة كانت بأسباب غير ملوحظة بالنسبة للبشر، فالحق سبحانه هو الذي أوحى لموسى:
{ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ }
[الشعراء: 63].
ومياه البحر كأية مياه أخرى تخضع لقانون السيولة، والاستطراق هو وسيلة السيولة، وهي عكس التجمد الذي يتسم بالتحيز.
والاستطراق هو الذي قامت عليه أساليب نقل المياه من صهاريج المياه التي تكون في الأغلب أعلى من طول أي منزل، ويتم ضخ المياه إليها؛ لتتوزع من بعد ذلك حسب نظرية الأواني المستطرقة على المنازل، أما إذا كانت هناك بناية أعلى طولاً من الصهريج، هنا يقوم سكان المبنى بتركيب مضخة لرفع المياه إلى الأدوار العالية.
وإذا كان قانون البحر هو السيولة والاستطراق، فكيف يتم قطع هذا الاستطراق؟
يقول الحق سبحانه:
{ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ }
[الشعراء: 63].
فكيف تحول الماء إلى جبال يفصل بينها سراديب
وطرق يسير فيها موسى عليه السلام وقومه؟
كيف يسير موسى وقومه مطمئنين؟
لا بد أنها معية الله سبحانه التي تحميه،
وهي تفسير لقول الحق سبحانه:
{ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }
[الشعراء: 62].
ورغم ذلك يتبعهم فرعون وجنوده لعله يدركهم، وأراد سيدنا موسى ـ عليه السلام ـ بمجرد نجاحه في العبور هو وقومه أن يضرب البحر بعصاه؛ ليعود إلى قانون السيولة، ولو فعل ذلك لما سمح لفرعون وجنوده أن يسيروا في الممرات التي بين المياه التي تحولت إلى جبال، ولكن الله ـ سبحانه وتعالى ـ يريد غير ذلك، فقد أراد الحق سبحانه أن ينجي ويهلك بالشيء الواحد، فأوحى لموسى عليه السلام:
{ وَٱتْرُكِ ٱلْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ }
[الدخان: 24].
أي: اترك البحر على حاله؛ فينخدع فرعون وجنوده، وما إن ينزل آخر جندي منهم إلى الممر بين جبال الماء؛ سيعود البحر إلى حالة السيولة فيغرق فرعون وجنوده، وينجو موسى وقومه.
ويقول الحق سبحانه:
{ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ } [يونس: 90].
فهل كان هذا الإتباع دليل إرادة الشر؟
أكان من الممكن أن تكون نية الفرعون أن يدعو موسى وقومه إلى العودة إلى مصر ليستقروا فيها؟
لا، لم تكن هذه نية الفرعون؛ لذلك قال الحق سبحانه عن هذا الإتباع:
{ بَغْياً وَعَدْواً } [يونس: 90].
أي: أنه اتباع رغبة في الانتقام والإذلال والعدوان.
ويصور القرآن الكريم لحظة غرق فرعون بقوله:
{ حَتَّىٰ إِذَآ أَدْرَكَهُ ٱلْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ } [يونس: 90].
والإدراك: قصد للمدرك أن يلحق بالشيء،
والغرق معنى، فكيف يتحول المعنى إلى شيء يلاحق الفرعون؟
نعم، فكأن الغرق جندي من الجنود، وله عقل ينفعل؛ فيجري إلى الأحداث:
{ حَتَّىٰ إِذَآ أَدْرَكَهُ ٱلْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لاۤ إِلِـٰهَ إِلاَّ ٱلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنوۤاْ إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } [يونس: 90].
والإيمان إذا أطلق فهو الإيمان بالقوة العليا،
بدليل أن الحق سبحانه وتعالى قد قال:
{ قَالَتِ ٱلأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَـٰكِن قُولُوۤاْ أَسْلَمْنَا }
[الحجرات: 14].
لأن الإيمان يتطلب انقياد القلب، والإسلام يقتضي اتباع أركان الإسلام،
فالإيمان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قل آمنت بالله ثم استقم ".
وفي هذا القول ذكر محدد بأن الإيمان إنما يكون لله الأعلى.
لكن لو قلت ـ مثلاً: " آمنت أنك رجل طيب " فهذا إيمان له متعلق،
أما إذا ذُكِر الإيمان بإطلاق فهو ينصرف إلى الإيمان بالله تعالى؛
ولذلك قال الله سبحانه للأعراب:
{ وَلَـٰكِن قُولُوۤاْ أَسْلَمْنَا }
[الحجرات: 14].
وهنا يأتي القول على لسان فرعون:
{ آمَنتُ أَنَّهُ لاۤ إِلِـٰهَ إِلاَّ ٱلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنوۤاْ إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ }
[يونس: 90].
والخلاف هنا كان بين الفرعون كجهة كفر،
وبين موسى وهارون وقومهما كجهة إيمان، وأعلن فرعون إيمانه،
وقال أيضاً:
{ وَأَنَاْ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } [يونس: 90].
ولم يقبل الله ذلك منه بدليل قوله الحق سبحانه:
{ آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ }
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home