إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
"قال تعالى في سورة يسن
وَآَيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ
الْمَشْحُونِ (41)
وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا
يَرْكَبُونَ (42)
وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ
لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ (43)
إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا
وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (44) "
إن في السياق مناسبة لطيفة
بين النجوم والكواكب السابحة في أفلاكها،
والفلك المشحون السابح في
الماء يحمل ذرية بني آدم!
مناسبة في الشكل، ومناسبة في الحركة،
ومناسبة في
تسخير هذا
وذلك بأمر الله،
وحفظه بقدرته
في السماوات والأرض سواء.
وهذه آية كتلك يراها العباد ولا يتدبرونها
بل هذه أقرب إليهم وأيسر تدبرًا
لو فتحوا
قلوبهم للآيات.
ولعل الفلك المشحون المذكور هنا
هو فلك نوح أبي البشر الثاني؛
الذي حمل فيه ذرية آدم.
ثم جعل الله لهم من مثله هذه السفن التي تمخر بهم العباب.
وهؤلاء و هؤلاء حملتهم قدرة الله ونواميسه
التي تحكم الكون وتصرفه؛
وتجعل
الفلك يعوم على وجه الماء،
بحكم
خواص الفلك،
وخواص
الماء،
وخواص الريح
أو البخار،
أو
الطاقة المنطلقة من الذرة،
أو
غيرها من القوى
وكلها من أمر الله وخلقه وتقديره.
"
وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون.
إلا رحمة منا ومتاعاً إلى حين " ..
والسفينة في الخضم كالريشة في مهب الريح،
مهما ثقلت وضخمت وأتقن صنعها.
وإلا تدركها رحمة
الله فهي هالكة هالكة في لحظة من ليل أو نهار.
والذين ركبوا البحار سواء عبروها في قارب ذي شراع
أو في عابرة ضخمة للمحيط،
يدركون
هول البحر المخيف؛
وضآلة العصمة من خطره الهائل وغضبه الجبار.
ويحسون معنى رحمة الله؛
وأنها
وحدها العاصم بين العواصف والتيارات
في هذا الخلق الهائل الذي تمسك يد الرحمة الإلهية عنانه الجامح،
ولا تمسكه يد سواها في أرض أو سماء
وذلك حتى يقضي الكتاب
أجله، ويحل الموعد المقدور في حينه،
وفق
ما قدره الحكيم الخبير: " ومتاعاً إلى حين " ..
( فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين ) .
وقوله تعالى : ( فلا صريخ لهم )
وقوله تعالى : ( فلا صريخ لهم )
أي
لا مغيث لهم يمنع عنهم الغرق .
وقيل
لا صريخ لهم :اى لا أحد يصرخ لهم فيعاونهم على الشدة
وقوله تعالى : ( ولا هم ينقذون ) إذا أدركهم الغرق ؛
وذلك لأن الخلاص من العذاب ، إما أن يكون بدفع العذاب من أصله
أو برفعه بعد وقوعه ، فقال : لا صريخ لهم يدفع ،
ولا هم ينقذون بعد
الوقوع فيه ،
وهذا مثل قوله تعالى : ( لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون ) .
فقوله : ( فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون ) فيه فائدة أخرى غير الحصر ،
فقوله : ( فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون ) فيه فائدة أخرى غير الحصر ،
وهي أنه تعالى قال
: لا صريخ ، ولم يقل : ولا منقذ لهم ؛
وذلك لأن من لا يكون من شأنه أن ينصر لا يشرع في النصر
مخافة أن يغلب ويذهب ماء وجهه ،
وإنما ينصر ويغيث من يكون من شأنه أن يغيث ،
فقال : لا صريخ لهم ،
وأما من لا يكون من
شأنه أن ينقذ إذا رأى من يعز عليه في ضر يشرع في الإنقاذ ،
وإن لم يثق بنفسه
في الإنقاذ ولا يغلب على ظنه .
وإنما يبذل المجهود
،
فقال : ( ولا هم ينقذون ) ولم
يقل : ولا منقذ لهم .
ثم استثنى فقال : ( إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين )
ثم استثنى فقال : ( إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين )
وهو
يفيد أمرين :
أحدهما : انقسام الإنقاذ إلى قسمين : الرحمة والمتاع ،
أحدهما : انقسام الإنقاذ إلى قسمين : الرحمة والمتاع ،
أي فيمن علم الله منه أنه يؤمن فينقذه الله رحمة ،
وفيمن علم أنه لا يؤمن فليتمتع زمانا ويزداد إثما .
وثانيهما : أنه بيان لكون الإنقاذ غير مفيد للدوام ،
وثانيهما : أنه بيان لكون الإنقاذ غير مفيد للدوام ،
بل الزوال في الدنيا لا بد منه ،
فينقذه الله رحمة
ويمتعه إلى حين ثم يميته ،
فالزوال لازم أن
يقع .
|
| |
ومع تلك الآيات الواضحات فالعباد في غفلة،
لا تتوجه أنظارهم، ولا تستيقظ قلوبهم؛
من أجمل ما قرأت .. ♥
ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺎ ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻷﻋﻠﻰ !!
ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ؟
-ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻤﻮﺳﻰ ﻭﻫﺎﺭﻭن
ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺎ ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻷﻋﻠﻰ !!
ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ؟
-ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻤﻮﺳﻰ ﻭﻫﺎﺭﻭن
"ﺇﺫﻫﺒﺎ ﺇﻟﻰ
ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺇﻧﻪ ﻃﻐﻰ
ﻓﻘﻮﻻ ﻟﻪ ﻗﻮﻻً ﻟﻴﻨﺎً
ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺃﻭ ﻳﺨﺸﻰ"
ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﻤﻊ ﻫﺬﻩ اﻷﻳﺔ :
ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﻳﺎﺭﺏ
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻋﻄﻔﻚ ﺑﻔﺮﻋﻮﻥ ﺍﻟﺬﻯ ﻗﺎﻝ:
" ﺃﻧﺎ ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻷﻋﻠﻰ"
ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻄﻔﻚ ﺑﻌﺒﺪ
" ﺃﻧﺎ ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻷﻋﻠﻰ"
ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻄﻔﻚ ﺑﻌﺒﺪ
ﻗﺎﻝ "ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺭﺑﻲ
ﺍﻷﻋﻠﻰ"
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻋﻄﻔﻚ ﺑﻔﺮﻋﻮﻥ ﺍﻟﺬﻯ ﻗﺎﻝ
"ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺇﻟﻪ ﻏﻴﺮﻱ"
ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻄﻔﻚ ﺑﻌﺒﺪٍ
ﻗﺎﻝ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ
منقول ..للتدبر
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home