حال المكذبين بالقرآن الكريم : في رحاب أية إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ
For he thought and he plotted;-
And woe to him! How he plotted!-
Yea, Woe to him; How he plotted!-
ثُمَّ نَظَرَ 21
Then he looked round;
أي كلح وجهه ونظر بكراهةٍ شديدة
Then he frowned and he scowled;
Then he turned back and was haughty;
Then said he: "This is nothing but magic, derived from of old;
"This is nothing but the word of a mortal!"
إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25)
وهذا المذكور في هذا السياق هو الوليد بن المغيرة المخزومي ،
أحد رؤساء قريش - لعنه الله - وكان من خبره في هذا ما رواه العوفي ،
عن ابن عباس ، قال : دخل الوليد بن المغيرة على أبي بكر بن أبي قحافة ،
فسأله عن القرآن ، فلما أخبره خرج على قريش
فقال : يا عجبا لما يقول ابن أبي كبشة ،
فوالله ما هو بشعر ،
ولا بسحر ،
ولا بهذي من الجنون ،
وإن قوله لمن كلام الله ،
فلما سمع بذلك النفر من قريش ائتمروا ،
فقالوا : والله لئن صبا الوليد لتصبون قريش ،
فلما سمع بذلك أبو جهل بن هشام قال :
أنا والله أكفيكم شأنه ،
فانطلق حتى دخل عليه بيته ،
فقال للوليد : ألم تر قومك قد جمعوا لك الصدقة ؟
فقال : ألست أكثرهم مالا وولدا ،
فقال له أبو جهل : يتحدثون أنك إنما تدخل على ابن أبي قحافة
لتصيب من طعامه ،
فقال الوليد : أقد تحدث به عشيرتي؟
فلا والله لا أقرب ابن أبي قحافة ،
ولا عمر ، ولا ابن أبي كبشة ،
وما قوله إلا سحر يؤثر ،
فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم :
( ذرني ومن خلقت وحيدا )
إلى قوله : ( لا تبقي ولا تذر )
وقال قتادة : زعموا أنه قال :
والله لقد نظرت فيما قال الرجل فإذا هو ليس بشعر ،
وإن له لحلاوة ،
وإن عليه لطلاوة ،
وإنه ليعلو وما يعلى ،
وما أشك أنه سحر ،
فأنزل الله : ( فقتل كيف قدر )
الآية . ( ثم عبس وبسر )
قبض ما بين عينيه وكلح .
وقال ابن جرير : حدثنا ابن عبد الأعلى ،
أخبرنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن عباد بن منصور ،
عن عكرمة : أن الوليد بن المغيرة
جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن ،
فكأنه رق له ،
فبلغ ذلك أبا جهل بن هشام ،
فأتاه فقال : أي عم ،
إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا .
قال : لم ؟ قال : يعطونكه ،
فإنك أتيت محمدا تتعرض لما قبله .
قال : قد علمت قريش أني أكثرها مالا .
قال : فقل فيه قولا يعلم قومك أنك منكر لما قال ،
وأنك كاره له .
قال : فماذا أقول فيه ؟
فوالله ما منكم رجل أعلم بالأشعار مني ،
ولا أعلم برجزه
ولا بقصيده
ولا بأشعار الجن ،
والله ما يشبه الذي يقوله شيئا من ذلك .
والله إن لقوله الذي يقول لحلاوة ،
وإنه ليحطم ما تحته ،
وإنه ليعلو وما يعلى .
وقال : والله لا يرضى قومك حتى تقول فيه .
قال : فدعني حتى أفكر فيه ،
فلما فكر قال :
إن هذا سحر يأثره عن غيره ،
فنزلت : ( ذرني ومن خلقت وحيدا )
[ قال قتادة : خرج من بطن أمه وحيدا ] حتى بلغ : ( تسعة عشر )
وقد ذكر محمد بن إسحاق وغير واحد نحوا من هذا .
وقد زعم السدي أنهم لما اجتمعوا في دار الندوة ليجمعوا رأيهم على قول يقولونه فيه ،
قبل أن يقدم عليهم وفود العرب للحج ليصدوهم عنه ،
فقال قائلون : شاعر .
وقال آخرون : ساحر .
وقال آخرون : كاهن .
وقال آخرون : مجنون .
كما قال تعالى :
( انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا )
[ الإسراء : 48 ]
كل هذا والوليد يفكر فيما يقوله فيه ،
ففكر وقدر ،
ونظر وعبس وبسر ،
فقال : ( إن هذا إلا سحر يؤثر
إن هذا إلا قول البشر )-1
1- تفسير بن كثير
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home