رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ
والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم " . .
أي دار الهجرة. يثرب مدينة الرسول ع وقـد
تبوأها الأنصار قبل المهاجرين.
كما تبوأوا فيها الإيمان. وكأنه مترل لهم ودار.
وهو تعبير ذو ظلال. وهو
أقرب ما يصور موقف الأنصار من الإيمان.
لقد كان دارهم ونزلهم ووطنهم الذي تعيش فيـه قلـوبهم،
وتسكن إليه أرواحهم، ويثوبون إليه ويطمئنون له،
كما يثوب المرء ويطمئن إلى الدار
وتتجلى من وراء تلك النصوص طبيعة هذه الأمة المسلمة
وصورتها الوضيئة في هـذا الوجـود.
تتجلى الآصرة القوية الوثيقة التي تربط أول هذه الأمة بآخرها،
تتجلى الآصرة القوية الوثيقة التي تربط أول هذه الأمة بآخرها،
وآخرها بأولها، في تضامن وتكافل وتواد
وتعاطف. وشعور بوشيجة القربى العميقة
وتعاطف. وشعور بوشيجة القربى العميقة
التي تتخطى الزمان والمكان والجنس والنسب؛
وتتفرد وحدها
في القلوب،
في القلوب،
تحرك المشاعر خلال القرون الطويلة،
فيذكر المؤمن أخاه المؤمن بعد القرون المتطاولة،
كمـا يذكر أخاه الحي،
أو أشد، في إعزاز وكرامة وحب.
ويحسب السلف حساب الخلف.
ويمضي الخلـف
على آثار السلف.
على آثار السلف.
صفا واحدا وكتيبة واحدة على مدار الزمان واختلاف الأوطان،
تحت راية الله
تغـذ السير صعدا إلى الأفق الكريم،
متطلعة إلى ربها الواحد الرؤوف الرحيم.
إنها صورة باهرة،
تمثل حقيقة قائمة؛
كما تمثل أرفع وأكرم مثال للبشرية
يتصوره قلب كـريم
فى ظلال القرآن
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home