ملك وَحَّد وضمَّ كلَّ ملوك الطوائف في الأندلس
لئن أرعى الابل لابن تاشفين خيرٌ لي من أن أرعى الخنازير لألفونسو)
جملة شهيرة من التاريخ قالها المعتمد بن عباد حاكم اشبيلية وأحد أشهر ملوك الطوائف في الاندلس...
فماذا كانت قصتها؟
ومن هو ابن تاشفين؟
....
هو أبو يعقوب يوسف بن تاشفين بن إبراهيم اللمتوني الصنهاجي
ولد في عام 1009 م... وتوفي في عام 1106 م
هو قائد وأمير مسلم وَحَّد المغرب وضم الأندلس تحت مُلكه وسلطته. تولى إمارة دولة المرابطين بعد أن تنازل له ابن عمه الأمير أبو بكر بن عمر اللمتوني، واستطاع إنشاء امبراطورية مغربية تمتد بين مملكة بجاية شرقًا إلى المحيط الأطلسي غربًا، وما بين البحر المتوسط شمالًا حتى السودان جنوبًا.
.....
وترجع قصة الجملة الشهيرة التي قالها ابن عباد إلى أن المسلمين بعد اربعة قرون من حكم الاندلس وصلوا لحالة من الضعف الشديد والتشرذم حتى تحولت الاندلس الى قرابة اثنين وعشرين إمارة يحكمها اثنين وعشرين حاكماً...
كل واحد فيهم يدعي أنه أمير المؤمنين...
وكانت بينهم صراعات شديدة على الحكم حتى أن بعضهم كانوا يستنجدون بالصليبيين لمعاونتهم ضد المسلمين في الإمارات الأخرى .
ووصل الحال بأغلب هؤلاء الحكام إلى أنهم كانوا يدفعون الجزية للصليبيين.
وكان المعتمد بن عباد يحكم أشبيلية، وكان يدفع الجزية لألفونسو السادس ملك قشتالة، وعندما جاءه ذات يوم وزير ألفونسو لأخذ الجزية، أساء الأدب مع المعتمد، وطلب بكل وقاحة، أن يسمح لزوجة ألفونسو الحامل أن تضع مولودها في أكبر مساجد المسلمين، لأنه تم التنبؤ لها أنها إذا ولدت هناك سيَدين المسلمين بالولاء لولدها.
فغضب المعتمد وقتل الوزير، وعندما علم ألفونسو السادس بقتل وزيره، غضب وسار إلى أشبيلية وحاصرها بجيشه، وبعث إلى المعتمد بن عباد يخبره أنه سيمكث هنا ولا يوجد ما يضايقه سوى الذباب، ويأمره أن يبعث له بمروحة ليروح بها الذباب، فلما وصلت هذة الرسالة إلى المعتمد قلبها وكتب على ظهرها :
" والله لئن لم ترجع لأروحن لك بمروحة من المرابطين ".
ثم قال قولته الشهيرة :
( لئن أرعى الابل لابن تاشفين خيرٌ لي من أن أرعى الخنازير لألفونسو)
...
وبالفعل استعان المعتمد بيوسف بن تاشفين الذي جهز جيشاً من سبعة الاف مقاتل واستعد لعبور البحر وحدثت عاصفة اثناء عبوره البحر بجيشه فدعا ربه قائلا :
( اللهم إن كنت تعلم أن جوازي هذا خيرًا وصلاحًا للمسلمين فسهل علي جواز هذا البحر، وإن كان غير ذلك فصعبه علي حتى لا أجوزه)
وعبر البحر و انضم لجيشه الكثير من مسلمي الاندلس حتى صار الجيش ثلاثين الف مقاتل...
وكان جيش الصليبيين قوامه ستين الف مقاتل...
اجتمع الجيشين في موقعة الزلاقة عام 479 هجرية الموافق 1086 ميلادية...
وانتصر المسلمون انتصارا ساحقا أفنوا فيه جيش الصليبيين بالكامل عدا قلة قليلة هربوا وكان منهم الفونسو الذي قُطعت رجله.
وكانت الزلاقة من أعظم معارك المسلمين عبر التاريخ ..
فبسببها و لقوة جيش المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين استمر الاسلام في الاندلس لاربعة قرون أخرى بعد أن كاد الصليبيون ينهون وجود المسلمين في عهد ملوك الطوائف.
والمفاجأة الاخري هي أن يوسف بن تاشفين كان وقت المعركة يبلغ من العمر قرابة الثمانين عاما.
....
الغريب بعد ذلك أن يوسف بن تاشفين ترك الاندلس وعاد الى بلاد المغرب في مشهد غريب يدل على زهد الرجل وعدم طمعه في حكم الاندلس...
ولكنه بعد عودته للمغرب عاد ملوك الطوائف الى التقاتل مرة أخرى...
فعبر ابن تاشفين مرة اخرى الى الاندلس ولكن ليخضعها لحكم دولة المرابطين ويقضي على ملوك الطوائف...
وقد نجح في ذلك وثبت ملكه فيها وبذلك اصبحت دولة المرابطين تحكم الاندلس وبلاد المغرب العربي حتي بلاد السودان و غرب افريقيا جنوباً.
....
وظل يحكمها يوسف بن تاشفين إلى أن لاقى ربه في سن المائة عام..
منقول .. للتدبر
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home