انهض يا سيدي .. "الشاب" !
روى أحد الأدباء ذات يوم قصة خيالية عن مهاجر عربي هاجر إلى أمريكا الجنوبية في منتصف هذا القرن ، فاحتفل به أقاربه الذين سبقوه إلى المهجر وطافوا به شوارع المدينة التي يعيشون فيها فقادتهم أقدامهم إلى مقبرتها ، وأعجب الوافد الجديد بجمال حديقة المقبرة وشواهدها الرخامية الثمينة ، لكنه لاحظ خطأ شائعاً في بياناتها جميعاً فكل شاهد منها يحمل عبارة من هذا النوع : فلان الفلاني ولد عام 1860 ومات عام 1930 وعمره عشرون سنة ! ، أو فلان الفلاني ولد عام 1870 ومات 1940 وعمره خمسون عامًا ! وهكذا .. !
فأنت شاب مهما كان عمرك إذا كانت إرادتك وقلبك وخيالك وشجاعتك ومشاعرك شابة فتية لم يدركها الوهن لكن الشباب في حاجة دائمة إلى حكمة الشيوخ ، والشيوخ دائمًا في حاجة إلى قدرة الشباب وكلاهما يتطلع إلى ما ينقصه لدى الآخر ويتعذب به والشاعر العربي حين قال :
آه لو عرف الشباب
وآه لو قدر المشيب !
كان يحلم بهذه الروشتة المضمونة للسعادة .. أن يعرف الشباب أي أن يتسلحوا بالمعرفة والحكمة والخبرة التي توافرت "للمشيب" وأن "يقدر" المشيب .. أي أن يحتفظ بحماس الشباب واتقاد مشاعرهم وشجاعتهم وقوة إرادتهم بعد أن يكتسبوا خبرة السنين . والمعادلة قد تكون صعبة لكنها ليست مستحيلة فأنت تستطيع أن تعيش شاباً بقلبك وفكرك طوال عمرك إذا تجنبت القلق والشك في قدراتك وإحساس القنوط واليأس من اليوم .. والخوف من الغد ،
والإيمان بالله أول خطوة في الطريق إلى سلام النفس الذي يساعدك على الاحتفاظ بشبابك طوال العمر لأن الخواء النفسي يفتح باب الجحيم أمام الإنسان ..
فلفت أنظار أقاربه إلى هذه الأخطاء في حساب الأعمار فضحكوا منه وقالوا له ، إنه لا خطأ هناك لأن الناس في هذه المدينة لا يقدرون عمر الإنسان بما عاشه من سنوات من مولده إلى رحيله ، وإنما بما عاشه من لحظات السعادة وهكذا فقد يكون عمر إنسان مثلاً 70 عامًا لكنه لم يعش فعلاً سوى عشرين سنة ، وقد يكون آخر 60 عامًا لكنه عاش 50 عامًا من السعادة فيكون أطول عمرًا من الأول بحساب السعادة وليس بحساب السنين !.
وأعجبت الفكرة المهاجر الجديد وكان في الأربعين من عمره فتأملها طويلاً ثم تنهد بأسى قبل أن يقول لرفاقه : إذا مت اليوم أو غدًا فأرجو أن تكتبوا على شاهدي هذه العبارة "جبور جبر من بطن أمه إلى القبر!"
وأعجبت الفكرة المهاجر الجديد وكان في الأربعين من عمره فتأملها طويلاً ثم تنهد بأسى قبل أن يقول لرفاقه : إذا مت اليوم أو غدًا فأرجو أن تكتبوا على شاهدي هذه العبارة "جبور جبر من بطن أمه إلى القبر!"
أي أنه لم يعش يومًا واحدًا من السعادة منذ ولد !.
وأنا من المؤمنين بهذه النظرية في تقدير الأعمار الحقيقية للإنسان ، بروح الشباب وليس بشهادة ميلاده ، فكما يمكن أن يكون عمر الإنسان الحقيقي بحساب السعادة 10 سنوات فقط وهو في الخمسين .. يمكن أن يكون الإنسان أيضًا شاباً في الستين .. أو شيخًا في العشرين من عمره بحساب روح الشباب وحماسه فالشاب عندي ليس مرحلة من العمر تبدأ في السابعة عشر أو الثامنة عشر وتنتهي قبيل الأربعين
وأنا من المؤمنين بهذه النظرية في تقدير الأعمار الحقيقية للإنسان ، بروح الشباب وليس بشهادة ميلاده ، فكما يمكن أن يكون عمر الإنسان الحقيقي بحساب السعادة 10 سنوات فقط وهو في الخمسين .. يمكن أن يكون الإنسان أيضًا شاباً في الستين .. أو شيخًا في العشرين من عمره بحساب روح الشباب وحماسه فالشاب عندي ليس مرحلة من العمر تبدأ في السابعة عشر أو الثامنة عشر وتنتهي قبيل الأربعين
وإنما هو كما يقول الشاعر الأمريكي صامويل أولمان
شعور في النفس وقوة في الإرادة وتوقد للخيال وللمشاعر والعواطف وتغليب للشجاعة على الخوف والتهيب ،
أما الشيخوخة فهي ضعف كل ذلك عند الإنسان ولو كان شابًا في عنفوان شبابه .
فأنت شاب مهما كان عمرك إذا كانت إرادتك وقلبك وخيالك وشجاعتك ومشاعرك شابة فتية لم يدركها الوهن لكن الشباب في حاجة دائمة إلى حكمة الشيوخ ، والشيوخ دائمًا في حاجة إلى قدرة الشباب وكلاهما يتطلع إلى ما ينقصه لدى الآخر ويتعذب به والشاعر العربي حين قال :
آه لو عرف الشباب
وآه لو قدر المشيب !
كان يحلم بهذه الروشتة المضمونة للسعادة .. أن يعرف الشباب أي أن يتسلحوا بالمعرفة والحكمة والخبرة التي توافرت "للمشيب" وأن "يقدر" المشيب .. أي أن يحتفظ بحماس الشباب واتقاد مشاعرهم وشجاعتهم وقوة إرادتهم بعد أن يكتسبوا خبرة السنين . والمعادلة قد تكون صعبة لكنها ليست مستحيلة فأنت تستطيع أن تعيش شاباً بقلبك وفكرك طوال عمرك إذا تجنبت القلق والشك في قدراتك وإحساس القنوط واليأس من اليوم .. والخوف من الغد ،
وإذا جعلت لنفسك هدفًا تسعى إليه ولحياتك معنى وقيمة عندك وعند الآخرين ، فالقلق والخوف والإحساس بالعجز وافتقاد الهدف والإحساس بانعدام الدور مهما كان ضئيلاً هو أكثر ما يهدد الشباب بالشيخوخة وأكثر ما يستدعي التجاعيد إلى وجهك وقلبك وروحك .
ومن أطرف ما قرأت في قصة حياة المفكر الفرنسي الحالم سان سيمون هو أنه درّب خادمه على أن يوقظه كل صباح في فراشه قائلاً له :
ومن أطرف ما قرأت في قصة حياة المفكر الفرنسي الحالم سان سيمون هو أنه درّب خادمه على أن يوقظه كل صباح في فراشه قائلاً له :
انهض يا سيدي الكونت .. فإن أمامك مهام عظيمة لتؤديها للبشرية !.
فينهض ممتلئًا نشاطًا وحيوية ومستشعرًا أهمية دوره ووجوده في الحياة التي تنتظر منه الكثير !
ولم يكن لسام سيمون عمل شاق يؤديه سوى القراءة والكتابة والتأليف والدعوة إلى مجتمع يقوم على أسس التعاون بدلاً من قوانين المنافسة الرأسمالية
ولم يكن لسام سيمون عمل شاق يؤديه سوى القراءة والكتابة والتأليف والدعوة إلى مجتمع يقوم على أسس التعاون بدلاً من قوانين المنافسة الرأسمالية
لكن امتلاءه بالإحساس بالهدف كان يجعل لحياته معنى وغاية
فلم يفقد حماسه ولا شبابه حتى مات سنة 1825 وعمره 65 عامًا
فإذا كانت ظروف العصر لا تسمح لنا باستئجار خادم يوقظنا من النوم كل صباح بهذا النداء الحماسي فلندرّب أنفسنا على أن يوقظنا نداء داخلي مثله كل يوم .
يشحذ حماسنا ويحمينا من الفتور ويبعد عنا تجاعيد شيخوخة الروح .
وكل إنسان يستطيع أن يجد مهامًا عظيمة يؤديها للبشرية إذا أدى واجبه بإخلاص وجعل من نفسه كائنًا بشريًا مفيدًا لمن حوله ولمجتمعه الصغير والكبير ..
وكل إنسان يستطيع أن يجد مهامًا عظيمة يؤديها للبشرية إذا أدى واجبه بإخلاص وجعل من نفسه كائنًا بشريًا مفيدًا لمن حوله ولمجتمعه الصغير والكبير ..
بل ويستطيع ذلك أيضًا إذا كف أذاه عن الآخرين وحافظ على الحياة وأضاف إليها ..
فإماطة الأذى عن الطريق أي رفعه عنه شعبة من شعب الإيمان .
كما يقول الحديث الشريف .. وعمل له قيمة ، فما بالك بكف أذى الإنسان عن غيره .. وخدمة الحياة بالعطاء لها في أي مجال ؟
والإيمان بالله أول خطوة في الطريق إلى سلام النفس الذي يساعدك على الاحتفاظ بشبابك طوال العمر لأن الخواء النفسي يفتح باب الجحيم أمام الإنسان ..
ويعجل بغروب شبابه .. في عز الشباب .
وأنت شاب يا صديقي دائمًا ، ما آمنت بالله وبنفسك وبأهمية وجودك للحياة ..
وأنت شاب يا صديقي دائمًا ، ما آمنت بالله وبنفسك وبأهمية وجودك للحياة ..
وبحقك في السعادة بأنك أكرم مخلوقات الله عليه وبأنك خليفته في الأرض ، ومسئول عن إعمار هذه الأرض والإضافة إليها كل يوم .
وأنت يا شيخ يا صديقي ولو كنت شابًا بحساب السنين إذا افتقدت بعض هذا الإيمان وهذا الحماس وهذه الإرادة وهذه النظرة المتفائلة للغد .
فقل لي عن أفكارك وإيمانك وثقتك بربك ونفسك وقوة إرادتك
وأنت يا شيخ يا صديقي ولو كنت شابًا بحساب السنين إذا افتقدت بعض هذا الإيمان وهذا الحماس وهذه الإرادة وهذه النظرة المتفائلة للغد .
فقل لي عن أفكارك وإيمانك وثقتك بربك ونفسك وقوة إرادتك
أقل لك هل أنت شاب أم شيخ متهالك بمقياس صديقي الشاعر الأمريكي أولمان ..؟
وحدثني عن تفتحك للحياة وأيامك السعيدة ولحظات السلام والهناء التي عشتها أقل لك كم يبلغ عمرك الحقيقي الآن بمقياس صديقي جبور جبر ..
أما إذا أردت أن تعيش شابًا سعيدًا طوال العمر .. فانهض يا سيدي الشاب فإن أمامك مهامًا عظيمة لتؤديها لنفسك ولشبابك وللحياة .
وحدثني عن تفتحك للحياة وأيامك السعيدة ولحظات السلام والهناء التي عشتها أقل لك كم يبلغ عمرك الحقيقي الآن بمقياس صديقي جبور جبر ..
أما إذا أردت أن تعيش شابًا سعيدًا طوال العمر .. فانهض يا سيدي الشاب فإن أمامك مهامًا عظيمة لتؤديها لنفسك ولشبابك وللحياة .
ღ♥ღ______ღ♥ღ___ღ♥ღ______♥ღ♥ღ
كتبها من مصدرها بكتاب صديقي ما أعظمك
Rofida Mohamed Ismail
راجعها واعدها للنشر
Neveen Ali
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home