قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي
السؤال: ما معنى قوله تعالى في سورة الإسراء: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً، وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً، إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا}
[سورة الإسراء: الآيات 85-87]؟
الإجابة: كانت اليهود قد قالت لمشركي قريش:
اسألوا هذا الرجل - يعنون محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ -
عن ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: عن أصحاب أهل الكهف.
المسألة الثانية: عن ذي القرنين.
المسألة الثالثة: عن الروح.
فإن أجابكم عنها فإنه نبي، نعم، الله سبحانه وتعالى أنزل على رسوله الإجابة عن هذه الأسئلة عن أصحاب الكهف، وذي القرنين.
وأما الروح: فإن الله سبحانه وتعالى قال:
{قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [سورة الإسراء: آية 85]،
فلم يجبهم إلى سؤالهم،
بل بيَّن أنها من خصوصياته سبحانه
وتعالى،
وأنه هو الذي خلقها، وهو الذي يعلمها ولا يعلمها أحد من الخلق، فهي سرٌّ من الأسرار، ولا تزال سرًّا، وهذا من معجزات القرآن، فإنه مع تقدم الطب والمهارة فيه ومع حرص الناس على البحث في هذا الشأن لم يعرفوا شيئًا عن حقيقة الروح: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [سورة الإسراء: آية 86] على أن المراد بالروح ما يحيا به الإنسان وغيره من ذوات الأرواح، وإذا فارقه مفارقة تامة يكون ميتًا، وإذا فارقه بعض المفارقة يكون نائمًا، فالروح لها اتصالات بالبدن، اتصال بالبدن وهو في بطن أمه، واتصال في البدن بعدما يولد في الحياة الدنيا وهو متيقظ، واتصال بالبدن وهو نائم، واتصال بالبدن وهو في القبر، واتصال بالبدن في الدار الآخرة، وهذا الاتصال الأخير لا مفارقة بعده. -1
فهناك أشياء فوق مدارك الإنسان، هذه الروح..
هذه التي نسميها سودة ـ الكبد ـ فهي لحم تُأكل، لكن في الواقع هي كبيرة، يقوم بخمسة آلاف وظيفة، تأخذ طحال شطيرة، إذا كان فيها روح فهذا الطحال يقوم بأخطر الوظائف، معمل لكريات الدم الحمراء، مقبرة للكريات، تحليل الكريات، وتأخذ المواد المعدنية الحديد وهيموغلوبين، وتبقي الفضلات ترسلها إلى مكان آخر ! معمل دم احتياط، مقبرة، مستودع للدم، أقرب شيء لنا أعضاؤنا، هذه الأعضاء كلها موجودة، الروح لها وظائف خطيرة جداً، العين مثلاً: إنسان ميت ما قيمة عينه ؟ قطعة لحم لا تؤكل ! لكن عين إنسان طيب يرى بها العالم، والألوان، ثمانمئة ألف لون أخضر يراها بالعين ! الشبكية فيها مئة وثلاثون مليون عصية ومخروط ! جسم بلّوري يقوم بأعظم وأدق عمل، وهو المطابقة ! شيء لا يصدق، حينما يأتي الخيال وراء المحرق فهذا الجسم نفسه يتحسس إذا جاء الخيال خلف المحرق، يرسل أمرًا للدماغ، الدماغ يأمر خلايا العضلات الهدبية المحيطة بهذا الجسم البلوري فتضيق أو تزيد من احتدابها إلى أن يقع على الشبكية، وإذا جاء الخيال قبل المحرق في جهاز آخر يعطي أوامر معاكسة من أجل أن يستطيل فيقع الخيال على الشبكية، العين بالروح هكذا تفعل ! من دون روح كتلة لحم لا طعم لها ! الكبد يقوم بأخطر وظيفة ! هناك خمس وظائف أساسية في الحياة، الإنسان بلا كبد يموت بعد ثلاث ساعات ! بعض العلماء قال: للكبد خمسمئة وظيفة ! وبعضهم قال: خمسة آلاف وظيفة ! بالروح، من دون الروح أصبحت بلا فائدة.
الكلية يمر فيها الدم في النهار خمس مرات ! يمشي الدم بالكلية مئة كيلو متر تقريباً كل يوم ! دم الإنسان يقطع في الكليتين مئة كيلو متر، إذا مات الإنسان أصبحت قطعة لحمة ! قبل قليل كان جهازاً خطيرًا جداً !
الدماغ، خذ دماغ إنسان طبيب، كل الطب موجود في هذا الدماغ ! كل معلوماته، كل خبراته، كل أنواع الأمراض، أعراض الأمراض، التشخيصات، الأدوية، كلها في هذه الذاكرة، بعدما يموت خذ نخاع الخروف، بالروح ماذا كان ؟ وبلا روح ماذا أصبح ؟ كتلة لحم، فهذه العين، الأنف، الأذن، اللسان، يمكن أن يلتقي في هذه الذاكرة علم الأولين والآخرين، بعدما يموت الإنسان لا يبقى شيء، فما هي الروح ؟ إذا أوقفنا إنساناً على ميزان وهو واقف على الميزان مات، هل يقل وزنه ؟ لا يقل غرامًا، أين الروح ؟ ما طبيعة الروح ؟ عندما يتجلى ربنا عز وجل على الإنسان بالروح، يتحرك، انظر إلى الإنسان الحي تراه مؤنساً، إذا مات يخاف الناس من غرفته كلها ! يبقون شهرين أو ثلاثة وغرفة المتوفى يتجنبها أهله خوفاً ! يقولون لك: هنا مات، لكنه قبل ساعة كان أبًا لطيفًا، الأولاد يأنسون به، يتهافتون عليه، يقبلون عليه، يرون الجلوس معه مغنماً كبيراً، بعدما تمدد ميتاً أصبح مخيفاً موحشًا، يقولون: إكرامه ترحيله بسرعة، ما هذه الروح ؟ بالروح لك شأنك ملء السمع والبصر، لك مكانتك، توقيعك يقدر بملايين ! بعدما يموت أي توقيع هذا ؟ مات، وللورثة الكلام كله ! لما ربنا عز وجل يوقف هذا الإمداد كل أملاكك لم تعد لك ! ما هذه الروح ؟ مادام لك حركة، البيت لك، الأرض لك، المعمل لك، كل شيء لك، فإذا قطع الله عنك الإمداد أصبح كله لغيرك، ما هذه الروح ؟
موضوعنا طويل جداً، موضوع الذاكرة، موضوع الدماغ، موضوع العين، السمع، البصر، العضلات، هذه الحركة، الميت لا يتحرك، فإذا رأى أحدنا ميتاً يتحرك يمكن أن يجّن ! إذا كنت تسير في الطريق، ومرّت حافلة، قال له: لا يوجد محلات، اصعد على الظهر، وعلى الظهر تابوت، كان ينقل ميتًا في الذهاب، وفي العودة التابوت فارغ، صعد قبله راكب وجد نفسه مصابًا بالبرد، فجلس في التابوت، هذا الثاني وجد تابوتاً، فجلس عليه، فتحه، فتحرك الميت فوقع من الحافلة، ومات فوراً، لا يألف الإنسان ميتاً يتحرك ! إذاً موضوع الروح شيء عظيم جداً.
هذه التي نسميها سودة ـ الكبد ـ فهي لحم تُأكل، لكن في الواقع هي كبيرة، يقوم بخمسة آلاف وظيفة، تأخذ طحال شطيرة، إذا كان فيها روح فهذا الطحال يقوم بأخطر الوظائف، معمل لكريات الدم الحمراء، مقبرة للكريات، تحليل الكريات، وتأخذ المواد المعدنية الحديد وهيموغلوبين، وتبقي الفضلات ترسلها إلى مكان آخر ! معمل دم احتياط، مقبرة، مستودع للدم، أقرب شيء لنا أعضاؤنا، هذه الأعضاء كلها موجودة، الروح لها وظائف خطيرة جداً، العين مثلاً: إنسان ميت ما قيمة عينه ؟ قطعة لحم لا تؤكل ! لكن عين إنسان طيب يرى بها العالم، والألوان، ثمانمئة ألف لون أخضر يراها بالعين ! الشبكية فيها مئة وثلاثون مليون عصية ومخروط ! جسم بلّوري يقوم بأعظم وأدق عمل، وهو المطابقة ! شيء لا يصدق، حينما يأتي الخيال وراء المحرق فهذا الجسم نفسه يتحسس إذا جاء الخيال خلف المحرق، يرسل أمرًا للدماغ، الدماغ يأمر خلايا العضلات الهدبية المحيطة بهذا الجسم البلوري فتضيق أو تزيد من احتدابها إلى أن يقع على الشبكية، وإذا جاء الخيال قبل المحرق في جهاز آخر يعطي أوامر معاكسة من أجل أن يستطيل فيقع الخيال على الشبكية، العين بالروح هكذا تفعل ! من دون روح كتلة لحم لا طعم لها ! الكبد يقوم بأخطر وظيفة ! هناك خمس وظائف أساسية في الحياة، الإنسان بلا كبد يموت بعد ثلاث ساعات ! بعض العلماء قال: للكبد خمسمئة وظيفة ! وبعضهم قال: خمسة آلاف وظيفة ! بالروح، من دون الروح أصبحت بلا فائدة.
الكلية يمر فيها الدم في النهار خمس مرات ! يمشي الدم بالكلية مئة كيلو متر تقريباً كل يوم ! دم الإنسان يقطع في الكليتين مئة كيلو متر، إذا مات الإنسان أصبحت قطعة لحمة ! قبل قليل كان جهازاً خطيرًا جداً !
الدماغ، خذ دماغ إنسان طبيب، كل الطب موجود في هذا الدماغ ! كل معلوماته، كل خبراته، كل أنواع الأمراض، أعراض الأمراض، التشخيصات، الأدوية، كلها في هذه الذاكرة، بعدما يموت خذ نخاع الخروف، بالروح ماذا كان ؟ وبلا روح ماذا أصبح ؟ كتلة لحم، فهذه العين، الأنف، الأذن، اللسان، يمكن أن يلتقي في هذه الذاكرة علم الأولين والآخرين، بعدما يموت الإنسان لا يبقى شيء، فما هي الروح ؟ إذا أوقفنا إنساناً على ميزان وهو واقف على الميزان مات، هل يقل وزنه ؟ لا يقل غرامًا، أين الروح ؟ ما طبيعة الروح ؟ عندما يتجلى ربنا عز وجل على الإنسان بالروح، يتحرك، انظر إلى الإنسان الحي تراه مؤنساً، إذا مات يخاف الناس من غرفته كلها ! يبقون شهرين أو ثلاثة وغرفة المتوفى يتجنبها أهله خوفاً ! يقولون لك: هنا مات، لكنه قبل ساعة كان أبًا لطيفًا، الأولاد يأنسون به، يتهافتون عليه، يقبلون عليه، يرون الجلوس معه مغنماً كبيراً، بعدما تمدد ميتاً أصبح مخيفاً موحشًا، يقولون: إكرامه ترحيله بسرعة، ما هذه الروح ؟ بالروح لك شأنك ملء السمع والبصر، لك مكانتك، توقيعك يقدر بملايين ! بعدما يموت أي توقيع هذا ؟ مات، وللورثة الكلام كله ! لما ربنا عز وجل يوقف هذا الإمداد كل أملاكك لم تعد لك ! ما هذه الروح ؟ مادام لك حركة، البيت لك، الأرض لك، المعمل لك، كل شيء لك، فإذا قطع الله عنك الإمداد أصبح كله لغيرك، ما هذه الروح ؟
موضوعنا طويل جداً، موضوع الذاكرة، موضوع الدماغ، موضوع العين، السمع، البصر، العضلات، هذه الحركة، الميت لا يتحرك، فإذا رأى أحدنا ميتاً يتحرك يمكن أن يجّن ! إذا كنت تسير في الطريق، ومرّت حافلة، قال له: لا يوجد محلات، اصعد على الظهر، وعلى الظهر تابوت، كان ينقل ميتًا في الذهاب، وفي العودة التابوت فارغ، صعد قبله راكب وجد نفسه مصابًا بالبرد، فجلس في التابوت، هذا الثاني وجد تابوتاً، فجلس عليه، فتحه، فتحرك الميت فوقع من الحافلة، ومات فوراً، لا يألف الإنسان ميتاً يتحرك ! إذاً موضوع الروح شيء عظيم جداً.
﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً (85)﴾
هل في أنحاء العالم اليوم، في كل الجامعات تفسير للروح ؟ ما هي الروح ؟ بالروح الإنسان ينمو ويكبر، يحس، يتألم، يفكر، يتكلم، ينتقل، يحكي، يشعر بالخوف.. أما إذا توقفت الروح فلا شيء، جثة هامدة، لحم ودم متفسخ، انتهى الأمر ! فربنا عز وجل ضرب لنا مثلاً أن هذا الشيء لا تعرفونه أنتم، ولا يمكن أن تعرفوه !
﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً (85)﴾
كل التقدم العلمي، أحياناً تجد كتاباً أجنبيًّا، أربع صفحات مَراجع بالخط الصغير، تقريباً سبعمئة مرجع ! لعلم بسيط وفرعي، وليس علماً كبيراً، إذا كان لكل موضوع سبعمئة مرجع فهذا علم البشر الآن، وربنا عز وجل يقول:
﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً (85)﴾
كلما ازداد الإنسان علماً ازداد علماً بجهله !
﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً (85)﴾
من علامة العالم التواضع ! ومن علامة الجاهل الكبر، الجاهل متكبر.
قل لمن يدعي في العلم فلسفة حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء
***
الإنسان يتخذ من هذه الآية دليلاً على وجود الله عز وجل، الميت والحي، الميت انتهى أمره، انظر للإنسان كيف يتحرك، ينتقل، مؤنس، محبب، لطيف، تفضِّل الجلوس معه، ***
هناك رجل اهتدى إلى الله عز وجل عن طريق صديق له من الأغنياء، رجل ضمن الأصول، وليس خلاف الأصول مات، أصبح هناك شبهة بموته، يا ترى مات موتاً طبيعياً ؟ أم أن إحدى زوجاته دسّت له السم ؟ قصة قديمة، فتحوا القبر بعد يومين هذا الذي شاهد الجثة كان سبب توبته هذا الرجل، يقول: إن كل ِرِجلٍ من جهة، البطن منفوخ، والدود عليه، رائحة نتنة، سبحان الله !
قبل أيام الحمام والنعيم، إذا نام إنسان على سريره، وكان فخماً جداً فلا ينس القبر، سيسحب من هذا السرير إلى القبر !
إذا دخل المسجد فآخر دخول له ليصلى عليه، وليس ليصلي !
فعلى الإنسان أن يعرف المقام، حينما تغادر الروح الجسد،
حينما يتوقف إمداد الله لهذا الإنسان،
فالبطولة أن تكون قد عرفت الله في هذه الساعة،
البطولة أن تعرف الله في الرخاء كي يعرفك في الشدة.
والحمد لله رب العالمين-2
1-صالح بن فوزان الفوزان
2-فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home