المؤمن يركن الى ربه ويستند الى قوته
إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِإِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (175)
وأخيرا يختم هذه الفقرة بالكشف عن علة الخوف والفزع والجزع . .
إنه الشيطان يحاول أن يجعل أولياءه مصدر خوف ورعب ,
وأن يخلع عليهم سمة القوة والهيبة . .
ومن ثم ينبغي أن يفطن المؤمنون إلى مكر الشيطان , وأن يبطلوا محاولته .
فلا يخافوا أولياءه هؤلاء , ولا يخشوهم .
بل يخافوا الله وحده .
فهو وحده القوي القاهر القادر , الذي ينبغي أن يخاف:
(إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه . فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين).
إن الشيطان هو الذي يضخم من شأن أوليائه ,
ويلبسهم لباس القوة والقدرة ,
ويوقع في القلوب أنهم ذوو حول وطول ,
وأنهم يملكون النفع والضر . .
ذلك ليقضي بهم لباناته وأغراضه ,
وليحقق بهم الشر في الأرض والفساد ,
وليخضع لهم الرقاب ويطوع لهم القلوب ,
فلا يرتفع في وجوههم صوت بالإنكار ;
ولا يفكر أحد في الانتقاض عليهم , ودفعهم عن الشر والفساد .
والشيطان صاحب مصلحة في أن ينتفش الباطل , وأن يتضخم الشر ,
وأن يتبدى قويا قادرا قاهرا بطاشا جبارا ,
لا تقف في وجهه معارضة ,
ولا يصمد له مدافع ,
ولا يغلبه من المعارضين غالب . .
الشيطان صاحب مصلحة في أن يبدو الأمر هكذا .
فتحت ستار الخوف والرهبة , وفي ظل الإرهاب والبطش , يفعل أولياؤه في الأرض ما يقر عينه !
يقلبون المعروف منكرا , والمنكر معروفا , وينشرون الفساد والباطل والضلال ,
ويخفتون صوت الحق والرشد والعدل ,
ويقيمون أنفسهم آلهة في الأرض تحمي الشر وتقتل الخير . .
دون أن يجرؤ أحد على مناهضتهم والوقوف في وجههم , ومطاردتهم وطردهم من مقام القيادة .
بل دون أن يجرؤ أحد على تزييف الباطل الذي يروجون له ,
وجلاء الحق الذي يطمسونه . .
والشيطان ماكر خادع غادر , يختفي وراء أوليائه , وينشر الخوف منهم في صدور الذين لا يحتاطون لوسوسته . . ومن هنا يكشفه الله , ويوقفه عاريا لا يستره ثوب من كيده ومكره .
ويعرف المؤمنين الحقيقة:
حقيقة مكره ووسوسته , ليكونوا منها على حذر .
فلا يرهبوا أولياء الشيطان ولا يخافوهم .
فهم وهو أضعف من أن يخافهم مؤمن يركن إلى ربه , ويستند إلى قوته . .
إن القوة الوحيدة التي تخشى وتخاف هي القوة التي تملك النفع والضر .
هي قوة الله .
وهي القوة التي يخشاها المؤمنون بالله ,
وهم حين يخشونها وحدها أقوى الأقوياء .
فلا تقف لهم قوة في الأرض . .
لا قوة الشيطان ولا قوة أولياء الشيطان:
(فلا تخافوهم . وخافون إن كنتم مؤمنين). .
في ظلال القرآن
3 Comments:
اخبار سيارات
سعودي اوتو
thank you
سعودي اوتو
thx
شركة نقل عفش بالرياض
إرسال تعليق
<< Home