علمتنى كربلاء


فقد
ضحى الأمام الحسين ع في يوم العاشر من محرم بالأهل والأصحاب وجاد بنفسه
الزكية من أجل دين الله وأن تكون كلمة الله هي العليــا .. وبذلك قدم درسا ً
بليغا ً في العطاء والتضحية بلا حدود ..

وَرَعْيَاً ليومِكَ يومِ "الطُّفوف" وسَقْيَاً لأرضِكَ مِن مَصْـرَعِ
وحُزْناً عليكَ بِحَبْسِ النفوس على نَهْجِكَ النَّيِّـرِ المَهْيَـعِ



فقد
عاد الحر بن يزيد الرياحي (رض) الى معسكر الحسين ع بعد أن خرج لقتاله
وحاصر أهل بيت الحسين ع ومنعهم من شرب الماء فخاطب الحسين ع هل لي من توبة
يابن رسول الله فرد الأمام عليه أن تبت تاب الله عليك , وبذلك درس كبير لنا
أن الله أرحم الرحمين وبابه مفتوح للعائدين , وقد أستشهد الحر وحصل على عز
الدنيا وكرامة الآخرة ..

شَمَمْتُ ثَرَاكَ فَهَبَّ النَّسِيمُ نَسِيـمُ الكَرَامَـةِ مِنْ بَلْقَـعِ
وعَفَّرْتُ خَدِّي بحيثُ استراحَ خَـدٌّ تَفَرَّى ولم يَضْـرَعِ



فها
هو العباس ع عندما أراد جلب الماء ذهب الى الفرات وكشف الجيش العرمرم عن
المشرعة وغرف من الماء بيده فلما أحس ببرودة الماء أراد الشراب منه ولكن
لما تذكر عطش الحسين وأهل بيته رمى بالماء وأنشد ..
يا نفس من بعد الحسين هوني وبعده لا كنتِ أن تكوني
هذا الحسين شارب المنـــــونِ وتشربــــين بارد المعـــين
وبذلك قدم للعالم معنى الأيثار والتضحية ومعنى الأحساس بالآخرين بأوقات الشدائد .
يا نفس من بعد الحسين هوني وبعده لا كنتِ أن تكوني
هذا الحسين شارب المنـــــونِ وتشربــــين بارد المعـــين
وبذلك قدم للعالم معنى الأيثار والتضحية ومعنى الأحساس بالآخرين بأوقات الشدائد .

تعاليتَ من "فَلَـكٍ" قُطْـرُهُ يَدُورُ على المِحْـوَرِ الأوْسَـعِ
فيابنَ البتـولِ وحَسْبِي بِهَا ضَمَاناً على كُلِّ ما أَدَّعِـي



فهاهي
عقيلة بني هاشم زينب (ع) مثال الصبر والتجلد وفي الوقت نفسه هي الراية
الكربلائية التي أظهرت واقع كربلاء للعالم بأسره فحطمت به عروش الجبابرة
وزلزلت سلطانهم .

ويا غُصْنَ "هاشِـمَ" لم يَنْفَتِحْ بأزْهَـرَ منـكَ ولم يُفْـرِعِ
ويا واصِلاً من نشيدِ الخُلود خِتَـامَ القصيـدةِ بالمَطْلَـعِ



فأصحاب
الحسين ع كانوا مثالا ً للبطولة والوفاء والمواقف المشرفة , ففي ليلة
العاشر من المحرم أخبرهم الحسين ع أن هؤلاء القوم يطلبوني أنا وأهل بيتي
لذلك هذا الليل خذوه مسلكا ً لكم وبأمكانكم الرحيل والنجاة بأنفسكم , ولكن
كان ردهم أرواحنا لروحك الفداء لا خير بالحياة بعدك أبا عبد لله , وهذه
الثلة المؤمنة أستشهدت جميعها وفازت بعز وشرف الدنيا وكرامة الآخرة ..
وبذلك قدموا درسا ً بليغا ً في الصحبة الرائعة النقية ..

يَسِيرُ الوَرَى بركابِ الزمانِ مِنْ مُسْتَقِيـمٍ ومن أظْلَـعِ
وأنتَ تُسَيِّرُ رَكْبَ الخلـودِ مـا تَسْتَجِـدُّ لـهُ يَتْبَـعِ



والدليل
نحن نذكر كربلاء ونستحضر الواقعة ونستلهم منها الدروس والعبر
وأصبح الحسين ع رمزا ً للبطولة والفداء في حين قاتليه أصبحوا في طى النسيان .
وهذا درسا ً بليغا ً لنا أن الزبد يذهب جفاء
وهذا درسا ً بليغا ً لنا أن الزبد يذهب جفاء
وما ينفع الناس يمكث في الأرض
وأن راية الحق سترفرف وأن طال بها الأمد ..

أريدُ "الحقيقةَ" في ذاتِهَـا بغيرِ الطبيعـةِ لم تُطْبَـعِ
وجَدْتُكَ في صورةٍ لـم أُرَعْ بِأَعْظَـمَ منهـا ولا أرْوَعِ


وأنه وحده بالبلاء يصل الإنسان إلى
مدارج الكمال والمقامات العالية السامية عند الله تعالى ..
مدارج الكمال والمقامات العالية السامية عند الله تعالى ..

فهاهو
رسول الله يقول للحسين (ع) في رؤياه : ( لابد أن ترزق الشهادة ليكون لك ما
كتب الله فيها من الثواب العظيم ) وفي رواية أخرى : ( وإن لك في الجنان
لدرجات لا تنالها إلا بالشهادة ) .
وبذلك هناك درسا ً عظيما ً لنا أن
الأنسان يمحص بالبلاء
ويختبر صبره على المحنة وأن نجح في أجتيازها
كانت له
الدرجات العليا عند الله تعالى ..

ولو أردت الحديث عن دروس كربلاء سوف لن أنتهي ,
لقد بقيت هذه الذكرى غذاءً
فكرياً وخلقياً لكل جيل،
يستمد منها قادة الامم وزعماء الشعوب وحكامهم
دروساً وعبراً تبعث فيهم عزماً وثاباً يصون البلاد إذا حل بها البلاء.
ويتضح هذا جلياً في أن احرار العالم أجمع قد اتخذوا من استشهاد تلك الصفوة
معيناً ينهلون منه لمقاومة الظلم والطغيان في كل زمان ومكان , ما أحوجنا
اليوم أن نتعلم معنى البطولة والشهامة والإيثار
والصبر على المكروه والصمود بوجه زوابع السيوف ففي النهضة الحسينية أروع
مثل للاتحاد في العقيدة والرأي والكفاح مما يجعلنا ويجعل غيرنا في كل عصر
يمجدونها ويكبرونها وينهجون نهجها مهما تباعدت اجناسهم واختلفت ألوانهم
وتعددت انتماءاتهم لكونها نهضة ذات طابع انساني. ومن أجل هذا علينا ان
نستلهم من شهداء الطف الأباة أسمى الدروس والعبر التي لنا فيها الرفعة
والسؤدد ..
منتدى دجلة نت
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home