إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ
قال تعالى : وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ¤
فَالْحَامِلاتِ وِقْرًا ¤
فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا ¤
فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ¤
إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ ¤
وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ¤
سورة الذاريات.. ذات جو خاص
. فهي تبدأ بذكر قوى أربعة . . من أمر الله
. . في لفظ مبهم الدلالة، يوقع في الحس
لأول وهلة أنه أمام أمور ذات سر.
يقسم الله - تعالى -
على أمر:
"و الذاريات ذروا، فالحاملات وقرا، فالجاريات يسرا، فالمقسمات أمرا
على أمر:
"و الذاريات ذروا، فالحاملات وقرا، فالجاريات يسرا، فالمقسمات أمرا
إنما توعدون لصادق
وإن الدين لواقع " . .
قال ابن كثير في التفسير: قال شعبة بن الحجاج، عن سماك بن خالد بن عرعرة، أنه سمع عليا او شعبة أيضا عن القاسم بن أبي بزة، عن أبي الطفيل، أنه سمع عليا او ثبت أيضا من غير وجه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه صعد منبر الكوفة فقال: لا تسألوني عن آية في كتاب الله تعالى ولا عن سنة عن رسول الله ع إلا أنبأتكم بذلك.
فقام ابن الكواء، فقال: يا أمير المؤمنين، ما معنى قوله تعالى: " والذاريات ذروا " ؟
قال علي - رضي الله عنه: الريح
فقام ابن الكواء، فقال: يا أمير المؤمنين، ما معنى قوله تعالى: " والذاريات ذروا " ؟
قال علي - رضي الله عنه: الريح
. قال: "فالحاملات وقرا " ؟
قال : السحاب.
قال: " فالجاريات يسرا " ؟
قال : السفن.
قال:" فالمقسمات أمرا " ؟
قال : الملائكة.
وقال بعضهم : فالجاريات يسرا " ؟
: هي النجوم تجري يسرا في أفلاكها ،
ليكون ذلك ترقيا من الأدنى إلى الأعلى ، إلى ما هو أعلى منه ، فالرياح فوقها السحاب ، والنجوم فوق ذلك ، والمقسمات أمرا الملائكة فوق ذلك ، تنزل بأوامر الله الشرعية والكونية . وهذا قسم من الله - سبحانه - ,
وتعالى بهذه الخلائق الأربع على:
" إنما توعدون لصادق. وإن الدين لواقع "
وتعالى بهذه الخلائق الأربع على:
" إنما توعدون لصادق. وإن الدين لواقع "
. . وقد وعد الله الناس: أنه مجازيهم بالإحسان إحسانا، ومجازيهم بالسوء سوءا.
وأنه إذا أمهلهم
الحساب في الأرض، فليس بمهمل حسابهم في الآخرة فالحساب لا بد منه هناك! "
وإن الدين لواقع "
. . فالوعد صادق حتما إما هنا وإما هناك . . ومما وعدهم كذلك الرزق وكفالته لهم مبسوطا أومقدرا - وفق مشيئته -
ووعده حق في هذا كما هو حق في كل شأن.
قال تعالى :وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفاً (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً (3)
فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً (5) عُذْراً أَوْ نُذْراً (6) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7)
سورة المرسلات
( فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا ) إنها الريح .
وكذا قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وأبو صالح - في رواية عنه - وتوقف ابن جرير في ( والمرسلات عرفا ) هل هي الملائكة إذا أرسلت بالعرف ، أو كعرف الفرس يتبع بعضهم بعضا ؟
أو : هي الرياح إذا هبت شيئا فشيئا ؟ وقطع بأن العاصفات عصفا هي الرياح ، كما قاله ابن مسعود ومن تابعه .
وممن قال ذلك في العاصفات أيضا : علي بن أبي طالب والسدي ،
وتوقف في ( والناشرات نشرا ) هل هي الملائكة أو الريح ؟ كما تقدم .
وعن أبي صالح : أن الناشرات نشرا : المطر .
والأظهر أن : " المرسلات " هي الرياح ،
كما قال تعالى : ( وأرسلنا الرياح لواقح ) [ الحجر : 22 ] ،
وقال تعالى : ( وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ) [ الأعراف : 57 ] وهكذا العاصفات هي : الرياح ، يقال : عصفت الريح إذا هبت بتصويت ، وكذا الناشرات هي : الرياح التي تنشر السحاب في آفاق السماء ، كما يشاء الرب عز وجل .
وقوله : ( فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا عذرا أو نذرا)
يعني : الملائكة قاله ابن مسعود ، وابن عباس ، ومسروق ، ومجاهد ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، والسدي ، والثوري . ولا خلاف هاهنا ;
يعني : الملائكة قاله ابن مسعود ، وابن عباس ، ومسروق ، ومجاهد ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، والسدي ، والثوري . ولا خلاف هاهنا ;
فإنها تنزل بأمر الله على الرسل ، تفرق بين الحق والباطل ،
والهدى والغي ، والحلال والحرام ، وتلقي إلى الرسل وحيا فيه إعذار إلى الخلق ،
وإنذار لهم عقاب الله إن خالفوا أمره .
والهدى والغي ، والحلال والحرام ، وتلقي إلى الرسل وحيا فيه إعذار إلى الخلق ،
وإنذار لهم عقاب الله إن خالفوا أمره .
وقوله : ( إنما توعدون لواقع )
هذا هو المقسم عليه بهذه الأقسام ، أي : ما وعدتم به من قيام الساعة ، والنفخ في الصور ، وبعث الأجساد وجمع الأولين والآخرين في صعيد واحد ، ومجازاة كل عامل بعمله ، إن خيرا فخير وإن شرا فشر ،
إن هذا كله لواقع ) أي : لكائن لا محالة .
إن هذا كله لواقع ) أي : لكائن لا محالة .
=======
المصدر
تفسير بن كثير
تفسير سيد قطب
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home