ولو كنت فظ غليظ القلب لانفضوا من حولك
أى ابتسامة مشرقة كانت ترتسم على محيى النبى الرحيم ؟! ..
أى بشر وأى سرور كان يفيض من قلبه على البشر كل البشر ؟!..
تلك الابتسامة التى جعلت جرير بن عبد الله البجلى ينتبه لها ويتذكرها
ويكتفى بها هدية من الرسول العظيم فيقول :-
(( ما رآ نى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم فى وجهى ))
فهذه الابتسامة المشرقة التى يشرق بها وجه النبى أجل عند جرير من كل الذكريات وأسمى من كل الأمنيات ..
كانت تعلو محياه تلك الابتسامة المشرقة المعبرة
فإذا قابل بها الناس أسر قلوبهم ومالت إليه نفوسهم وتهافتت عليه أرواحهم
يصف الأديب الأريب الدكتور عائض القرنى ابتسامة النبى فيقول :-
(( يبتسم عن مثل البدر فى وجه أبهى من الشمس وجبين أزهى من البدر وفم أطهر من الأقحوان وخلق أندى من الرياض وود أرق من النسيم يمزح ولا يقول إلا حقاً فيكون مزحه على أرواح أصحابه أهنى من قطرات الماء على كبد الصادى وألطف من يد الوالد الحانى على رأس ابنه الوديع
يمازحهم فتنشط أرواحهم وتنشرح صدورهم وتنطلق أسارير وجوههم
فلا والله مايريدون الدنيا كلها فى جلسة واحدة من جلاته
ولا والله لا يرغبون فى القناطير المقنطرة من الذهب والفضة فى كلمة حانية وادعة مشرقة من كلماته ))
وها هو عبدالله بن الحارث يصف لنا قدوتنا فيقول :-
"ما رأيتُ أحداً أكثر تبسمًا من الرسول صلى الله عليه وسلم،
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُحَدِّث حديثاً
إلا تبَسَّم وكان مِن أضحك الناس وأطيَبَهم نَفسًا".
فلماذا العبوس يا داعية الإسلام ؟؟ أتحمل هما أكبر من هم رسول الله ؟؟
ابسط وجهك وتذكر قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
( أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) رواه مسلم
وقال – صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق )
وقال – صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق )
رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان
وهكذا كان الصحابة رضى الله عنهم فقد قيل لعمر رضى الله عنه
هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون .
قال : نعم والإيمان والله اثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي .
ويقول الأستاذ محمد قطب : (( لا يكفي المال وحدة لتأليف القلوب
ولا تكفي التنظيمات الاقتصادية والأوضاع المادية ،
لابد أن يشملها ويغلفها ذلك الروح الشفيف ،
المستمد من روح الله ،
المستمد من روح الله ،
ألا وهو الحب ،
الحب الذي يطلق البسمة من القلوب فينشرح لها الصدر
وتنفرج القسمات فيلقي الإنسان أخاه بوجه طليق))
يقول ابن القيم في أهمية البشاشة :
( إن الناس ينفرون من الكثيف
ولو بلغ في الدين ما بلغ ،
ولله ما يجلب اللطف والظرف من القلوب
فليس الثقلاء بخواص الأولياء ،
فليس الثقلاء بخواص الأولياء ،
وما ثقل أحد على قلوب الصادقين المخلصين إلا من آفة هناك ،
وإلا فهذه الطريق تكسو العبد حلاوة ولطافة وظرفا ،
فترى الصادق فيها من أحبى الناس وألطفهم
وقد زالت عنه ثقالة النفس وكدورة الطبع )
وقد زالت عنه ثقالة النفس وكدورة الطبع )
ويقول الإمام ابن عيينه :
( والبشاشة مصيدة المودة ،
والبر شيء هين : وجه طليق وكلام لين )
هيا يا داعية الإسلام وياصانع الحياة
يا من تريد أن تمتلك مفاتيح القلوب لتغرس فيها الخير والإيمان
لترتسم على وجهك ابتسامة مشرقة ابتسامة حقيقية تنبع من أعماق قلبك
ذلك القلب الذى امتلأ بحب الناس ففاض بشرا وسرورا
ورسم على الوجه ابتسامة
ابتسامة مشرقة .
-----------------------
لؤلؤة الاسلام - منتدى رفيق الخير
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home