أمل يدفع إلى عمل
إن خير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -
وقد كان يستعيذ بالله من الهم والحزَن ،
يعجبه الفأل، دائم البشر، كثير التبسم .
إننا بحاجة إلى أن نجعل من هذا العيد
فرصة لدفق الأمل في قلوبٍ أحبطها اليأس،
وأحاط بها القنوط ، وتبدّت مظاهر اليأس في صور شتى ،
منها : سرعة تصديق كواذب الأخبار، ورواية أضغاث الأحلام ،
وقتل الأوقات في رواية الإشاعات ،
والتي هي أمانٍ تروى على شكل أخبار من مصادر موهومة تسمى موثوقة .
وهكذا في سلسلة من الإشكالات التي تدل على التخبط بحثاً عن بصيص أمل في ظلمة اليأس .
فيا أمة الإسلام ، أبشروا وأمِّلوا ما يسركم ،
فعُمر الإسلام أطول من أعمارنا ،
وآفاق الإسلام أوسع من أوطاننا ،
وليست المصائب ضربة لازب ، لا تحول ولا تزول،
فقد حصر المسلمون في الخندق ،
وبعد سُنيّاتٍ فتحوا مكة ، وسقطت بغداد ،
ثم بعد نحو قرنين فُتِحت القسطنطينية ،
والله – عز وجل - لا يعجل لعجلتنا ،
ولا تتحوّل سننه لأهوائنا، فسنن الله لاتحابي أحداً،
ولنتذكر في هذا العيد ما أبقى الله لنا من خير،
وما تطول به علينا من فضل،
قطعت رجل عروة بن الزبير ومات ولده
فقال: " اللهم إنك أخذت عضواً وأبقيت أعضاءً، وأخذت ابناً وأبقيت أبناءً
فلك الحمد،
ونحن نقول: لئن حلت بنا محن فقد أبقى الله لنا منحاً،
ولئن أصابتنا نقم فقد أبقى الله لنا نعماً
" وإن تعدوا نعم الله لاتحصوها"،
ونحن أحوج ما نكون إلى أمل يدفع إلى عمل ،
وفأل ينتج إنجازاً ،
أما المهموم المحزون فهو غارق في آلامه ، متعثر في أحزانه ،
مدفون في هموم يومه ، لا يرجو خيراً ولا يأتي بخير ،
والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون .
---------
من مقال
عبد الوهاب الناصر الطريري
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home